وروى معناه الشيخ بإسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق عليهالسلام (١).
وبإسناد الشيخ في التهذيب إلى صفوان الجمّال قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام ، إذا صلّى وفرغ من صلاته رفع يديه جميعا فوق رأسه (٢).
وإلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لأصحابه ذات يوم : « أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثمّ وضعتم بعضه على بعض ، أترونه يبلغ السماء؟! » قالوا : لا يا رسول الله ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ثلاثين مرّة ، وهنّ يدفعن الهدم ، والغرق ، والحرق ، والتردّي في البئر ، وأكل السبع ، وميتة السوء ، والبليّة التي نزلت على العبد في ذلك اليوم » (٣).
قلت : لمّا قال : أترونه يبلغ السماء؟ ظهر منه أنّ قول هذه الكلمات يبلغ السماء ، وهذا من الاكتفاء في فنّ البديع ؛ كقول بعضهم شعرا :
مسّني الضّرّ وحوشيته |
|
والمشتكى أنت وحالي كما |
وميتة السوء : الظاهر أنّها كلّ ميتة مشنأة ؛ لأنّ السوء هو القبيح الذي يسوء صاحبه ؛ ولقول الباقر عليهالسلام : « البرّ والصدقة ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ، ويدفعان عن سبعين ميتة سوء » (٤).
وإلى زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « لا تنسوا الموجبتين ـ أو قال : عليكم بالموجبتين ـ في دبر كلّ صلاة » ، فسأله عنهما فقال عليهالسلام : « تسأل الله الجنّة وتعوذ بالله من النار » (٥).
قلت : والجيم من الموجبتين يحتمل الفتح والكسر : فالأوّل : يراد به الجنّة والنار ، فإنّ الأعمال أوجبتهما ، ويكون سؤالهما مستلزما لسؤال الأعمال الموجبة للجنّة المبرئة
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٣٢٠ / ١٣٠٨ ؛ ورواه أيضا في الفقيه ١ : ٢١٦ / ٩٦٣.
(٢) التهذيب ٢ : ١٠٦ / ٤٠٣ ؛ الفقيه ١ : ٢١٣ / ٩٥٢.
(٣) التهذيب ٢ : ١٠٧ / ٤٠٦.
(٤) الكافي ٤ : ٢ / ٢ ، باب فضل الصدقة ؛ الفقيه ٢ : ٣٧ / ١٥٥.
(٥) التهذيب ٢ : ١٠٨ / ٤٠٨ ؛ الكافي ٣ : ٣٤٣ ـ ٣٤٤ / ١٩ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء.