القرآن ، كان في مقدّمتهم بطرس الكلوني في سنوات (١٠٩٤ ـ ١١٥٦ م) والّذي أقام الحرب الفكرية بترجمة الكتب الإسلامية وفي مقدّمتها ترجمة القرآن من العربية إلى اللّاتينية محرّفة ومشوهة وبعيدة عن الأصل العربي بما افتروا به على كتاب الله الكريم ، وقد كتب أحد المترجمين يصف ترجمته ويقول :
(لقد كشفت بيدي قانون المدعو محمّد ويسّرت فهمه ...).
(ويجب أن يشكر ـ بطرس الكلوني ـ لتعرية مبادئ الإسلام للضوء بعد ما سمح الدارسون في الكنيسة لهذا الكفر أن يتّسع ويتضخّم وينشر لمدّة خمسمائة وسبعة وثلاثين عاما ، وقد وضّحت في ترجمتي في أي مستنقع فاشل يعشش مذهب السراسين ـ المسلمين ـ متمثلا في عملي جنديا من المشاة يشق الطريق لغيره ، لقد قشعت الدخان الّذي أطلقه محمد).
(لعلّك ـ الخطاب لبطرس ـ تطفئه بنفخاتك).
وكانت روح الاستهزاء والسخرية ظاهرة في كتاباته وترجمته للقرآن الكريم لا سيما في تسميته للسور وصرّح أنّه تصرف بحرية في ترجمة النصّ وزاد عدد السور في ترجمته أكثر ممّا في القرآن الكريم.
ومن أمثال هذه الترجمة اللّاتينية ترجم إلى ٢١ لغة أوربية ، وعند ما انتشرت الطباعة جاء في مقدّمة المترجم في نسخة أمستردام بكلمات الشهادتين هكذا :
رسول الله لا إله
إلّا الله محمّد
ومهما كان السبب استهزاء أو عدم فهم تكون النتيجة أنّ المترجمين الغربيّين كانوا يحرّفون ترجمة القرآن الكريم وغيره من الكتب الإسلامية كتحريفهم هذا لكتابة الشهادتين ، وانتشرت هذه الترجمات في بلاد الغرب بعد