اتخذ معاوية بديلا من أصحاب رسول الله (ص) بطانة مثل ابن أثال الطبيب النصراني.
قال اليعقوبي في تاريخه :
واستعمل معاوية ابن أثال النصراني على خراج حمص ، ولم يستعمل النصارى أحد من الخلفاء قبله.
وقد وصفه ابن عبد البرّ : الطبيب اليهودي.
وقال في ترجمة عبد الرّحمن بن خالد من الاستيعاب (١) ما موجزه :
إنّ معاوية لمّا أراد البيعة ليزيد ، ورأى رغبة أهل الشام في عبد الرّحمن بن خالد أمر طبيبا عنده يهوديا ـ وكان عنده مكينا ـ أن يأتيه ، فيسقيه سقية يقتله بها ففعل.
وكان الأخطل الشاعر النصراني شاعر الأمويين منذ عهد معاوية ، وأمره يزيد أن يهجو الأنصار فهجاهم في أبيات قال فيها (٢) :
ذهبت قريش بالمكارم كلّها |
|
واللّؤم تحت عمائم الأنصار(٣) |
* * *
كان ما ذكرناه جزءا من خصائص المجتمع على عهد معاوية.
ويتصل ببحث خصائص المجتمع على عهد معاوية سياسة حكمه في رواية حديث الرسول (ص) ، ولعلّ ممّا بدأ عهده ما رواه الخطيب البغدادي أن معاوية قال على المنبر بدمشق : أيّها الناس! إيّاكم وأحاديث رسول الله (ص) إلّا حديثا كان يذكر على عهد عمر (٤).
__________________
(١) الاستيعاب ٢ / ٣٩٦.
(٢) الأغاني ١٤ / ١١٨.
(٣) الأغاني ١٦ / ٨.
(٤) الخطيب البغدادي في كتابه شرف أصحاب الحديث ، ص ٩١.