فقال عليّ :
أبا لفضائل يفخر عليّ ابن آكلة الأكباد؟ ثمّ قال اكتب يا غلام :
محمّد النبيّ أخي وصهري |
|
وحمزة سيد الشهداء عمّي |
وجعفر الّذي يمسي ويضحي |
|
يطير مع الملائكة ابن أمّي |
وبنت محمّد سكني وعرسي |
|
منوط لحمها بدمي ولحمي |
وسبطا أحمد ولداي منها |
|
فأيكم له سهم كسهمي |
سبقتكم إلى الإسلام طرا |
|
صغيرا ما بلغت أوان حلمي |
فقال معاوية : اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلى ابن أبي طالب (١).
حتى إذا استشهد الإمام عليّ وصفا له الجوّ عاش عيشة كسرى وقيصر كما رواه المؤرخون ، مثل اليعقوبي الّذي قال بترجمة معاوية من تاريخه (٢ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤) ما موجزه :
وكان معاوية أوّل من أقام الحرس والشرط والبوابين في الإسلام وأرخى الستور ، واستكتب النصارى ، ومشي بين يديه بالحراب ، وأخذ الزكاة من الأعطية ، وجلس على السرير والناس تحته ، وشيّد البناء ، وسخر الناس في بنائه ، ولم يسخّر أحد قبله ، واستصفى أموال الناس ، فأخذها لنفسه ، وكان يقول : أنا أوّل الملوك.
وأخرج من كل بلد ما كانت ملوك فارس تستصفيه لأنفسها من الضياع العامرة ، وجعله صافية لنفسه ، فأقطعه جماعة من أهل بيته ، وكان صاحب العراق يحمل إليه من مال صوافيه مائة ألف ألف درهم.
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر ، مخطوطة مصوّرة المجمع العلمي الإسلامي ١٢ / ٢ / ص ١٩٩ ب ـ ٢٠٠ أ.