في كتب الحديث وأصبحت الكوفة منذ عصر الإمام عاصمة العلم ، ولو لا حكم الإمام وفتحه أبواب الحديث الّتي كانت موصدة خمسا وعشرين سنة لما بلغتنا تلك الأحاديث أبد الدهر ، وأصبحت الكوفة بانتشار خطب الإمام فيها ونشر أحاديث الصحابة علوية ومنها انتشر التشيع لعلي في امتداد البلاد الإسلامية وخاصّة البلاد الإيرانية الّتي كانت الكوفة حاضرتها.
نتيجة البحوث :
كان الإقراء على عصر الرسول (ص) تعليم عشر آيات لا يتعدّون العشرة حتى يتعلّموا ما فيها من العلم والعمل أي يتعلّموا ما أوحي إلى الرسول (ص) في بيان الآيات وكذلك جاء في وصف من كان يبعثهم الرسول (ص) للإقراء ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين. أي : يعلمهم ما جاء في تفسير الآيات عن الرسول (ص) من فقه الدّين أي : فهم الدّين ، وعلى ذلك فإنّ القرّاء الّذين تعلّموا القراءة في عصر الرسول (ص) كانوا فقهاء في الدين ، ولمّا جرّدوا القرآن بعد الرسول (ص) من حديث الرسول (ص) ، أصبح القرّاء بعد الرسول (ص) يتعلّمون تلاوة لفظ القرآن ويتلونها ولهم دويّ في تلاوة القرآن كدويّ النحل ، وفي القرآن آيات متشابهات بحاجة إلى أخذ تفسيرها من حديث الرسول (ص) ، ولمّا منعوا من بيان حديث الرسول (ص) في الإقراء تخرّج جيل من القرّاء لم يتفقّهوا في الدّين ورموا عامّة المسلمين بالشرك.
ولمّا جرح الإمام في محرابه واستشهد ، تغلّب على الحكم بطن اميّة من قريش ، وأسّست في الإسلام ملكا عضوضا كحكم القياصرة والأكاسرة يرثه الخلف عن السلف ، كما أوصاهم بذلك شيخهم أبو سفيان عند ما دخل على الخليفة عثمان أوّل ما استخلف ، وكان ذلك من خصائص حكمهم إلى خصائص اخرى سندرسها بإذنه ـ تعالى ـ في ما يأتي.