صلّى بنا المهدي المغرب ، فجهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين! ما هذا؟ فقال : حدثني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس :
أنّ النبي (ص) جهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
قال : فقلت : نأثره عنك؟
قال : نعم (١).
سادسا ـ يفتتح القراءة بالبسملة ويستفتح ، أي يجهر بقراءتها :
أ ـ روى البيهقي ، عن ابن عباس أنّ النبيّ (ص) كان يستفتح القراءة ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الصلاة (٢) ، يعني كان يجهر بها. قال : وله شواهد عن ابن عباس ذكرناها في الخلافيات (٣).
ويؤيّد قول البيهقي (يستفتح القراءة ... يعني كان يجهر بها) ، ما رواه هو والذهبي عن ابن شهاب أنّه قال : من سنّة الصلاة أن يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ثمّ فاتحة الكتاب ، ثمّ يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ثمّ يقرأ سورة ، فكان ابن شهاب يقرأ أحيانا بسورة مع فاتحة الكتاب يفتتح كلّ سورة منها ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وكان يقول : أوّل من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
__________________
(١) سنن الدارقطني ١ / ٢٠٣ و ٢٠٤. ويحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي ، أبو عبد الرّحمن الدمشقي القاضي (ت : ١٣٨ ه) على الصحيح وله ثمانون سنة ، أخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٦.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) سنن البيهقي ٢ / ٤٧ ، وقال في كشف الظنون ، ص ٧٢١ : وخلافيات البيهقي جمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة. ورواه الشافعي في الامّ ١ / ١٠٧ ، إلى قوله : يفتتح القراءة.