يحملكم على الحقّ ـ وأشار إلى عليّ ـ ثمّ رأيت أن لا أتحمّلها حيّا وميّتا ... الخ.
وفي تاريخ الطبري أنّهم عادوا اليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين! لو عهدت عهدا!
فقال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأولّي رجلا أمركم ؛ هو أحراكم أن يحملكم على الحقّ ـ وأشار إلى عليّ ـ ورهقتني غشية ، فرأيت رجلا دخل جنة قد غرسها ، فجعل يقطف كل غضّة ويانعة ، فيضمّه إليه ويصيّره تحته ؛ فعلمت أنّ الله غالب أمره ، ومتوفّ عمر ؛ فما اريد أن أتحمّلها حيّا وميتا ؛ عليكم هؤلاء الرّهط ... (١).
وروى البلاذري في أنساب الأشراف (٢) ، قال عمر : ادعوا لي عليّا وعثمان وطلحة والزّبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ، فلم يكلّم أحدا منهم غير عليّ وعثمان ، فقال : يا عليّ! لعلّ هؤلاء سيعرفون لك قرابتك من النّبيّ (ص) وصهرك وما أنالك الله من الفقه والعلم ، فإن وليت هذا الأمر فاتّق الله فيه.
ثمّ دعا عثمان وقال : يا عثمان ، لعلّ هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله وسنّك ، فإن وليت هذا الأمر فاتّق الله ولا تحمل آل أبي معيط على رقاب النّاس.
ثمّ قال : ادعوا لي صهيبا. فدعي ، فقال : صلّ بالناس ثلاثا ، وليخل هؤلاء النفر في بيت ، فإذا اجتمعوا على رجل منهم ، فمن خالفهم فاضربوا رأسه. فلمّا خرجوا من عند عمر قال : إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ط. أوربا ١ / ٢٧٧٧.
(٢) أنساب الأشراف ٥ / ١٦.
(٣) وقريب منه ما في طبقات ابن سعد ، ج ٤ ، ق ١ ، ص ٢٤٧. وراجع ترجمة عمر من ـ