قال اليعقوبي وابن أبي الحديد (١) :
وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ، ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، منهم العبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس ، والزّبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو (٢) ، وسلمان الفارسيّ ، وأبو ذر الغفاري ، وعمّار ابن ياسر ، والبراء بن عازب (٣) ، وابيّ بن كعب (٤) ، فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجرّاح ، والمغيرة بن شعبة.
فقال : ما الرأي؟
__________________
(١) في تاريخه ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٥. والسّقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ٢ / ١٣ ، والتفصيل في ١ / ٧٤ منه. وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة ١ / ١٤.
(٢) المقداد بن الأسود الكندي : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني. أصاب دما في قومه ، فلحق بحضر موت ، فحالف كندة ، وتزوّج امرأة ، فولدت له المقداد. فلمّا كبر المقداد ، وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ، فضرب رجله بالسيف ، وهرب إلى مكّة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزّهري فتبنّاه الأسود ، فصار يقال له : المقداد بن الأسود الكندي. فلمّا نزلت : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الأحزاب / ٥ قيل له : المقداد بن عمرو.
وقال الرسول : «إن الله عزوجل أمرني بحبّ أربعة من أصحابي وأخبرني أنه يحبّهم» فقيل : من هم؟ فقال : «عليّ والمقداد وسلمان وأبو ذرّ». توفّي سنة ٣٣ ه. الاستيعاب بهامش الإصابة ٣ / ٤٥١. والإصابة ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤.
(٣) أبو عمرو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارث بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : كان ممّن استصغره الرسول يوم بدر وردّه. وغزا مع الرسول ١٤ غزوة وشهد مع عليّ الجمل وصفين والنّهروان. سكن الكوفة وابتنى بها دارا وتوفّي بها في إمارة مصعب بن الزّبير. الاستيعاب بهامش الإصابة ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤. والإصابة ١ / ١٤٦.
(٤) ابيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار : وهو تيم اللّات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر. شهد العقبة الثانية وبايع النبيّ فيها وشهد بدرا وما بعدها ، وكان من كتّاب النبيّ. مات في آخر خلافة عمر أو صدر خلافة عثمان. الاستيعاب ١ / ٢٧ ـ ٣٠. والإصابة ١ / ٣١ ـ ٣٢.