ب ـ وقد ترد آية واحدة تبين بمفردها حكما اسلاميا ، أو تكشف عن حقيقة من حقائق الغيب أو الشهادة.
وبناء على ما ذكرناه ينبغي لدارسي القرآن الكريم أن يدرسوا الثانية على حدة ومنفصلة عما قبلها وما بعدها من الآيات ، ويدرسوا الآيات الّتي في الاولى مجتمعة ولا يجزّئوا بعضها عن بعضها الآخر.
وينبغي في كلّ دراسة قرآنية أن يؤخذ بنظر الاعتبار كلّ ما ذكرناه عن الاسلوب القرآني ، وكلّ ما ذكروه في علوم القرآن من خصائص القرآن في فن التعبير والمحاورة.
بعد التنبيه على ما ذكرنا نأتي إلى درس بحث النسخ في القرآن ، ونقول : صنّفوا النسخ في القرآن إلى ثلاثة أصناف :
أوب ـ ما نسخ تلاوته وحكمه ، وما نسخ تلاوته وبقي حكمه ، أي : أنّ الله ـ سبحانه ـ كان قد أنزل على نبيّه (ص) آيات وسورا ، ثمّ نسخها ، منها ما نسخها مع حكمها ومنها ما نسخ نصوص الآيات والسور وأبقى أحكامها.
وبهذا القول عالجوا رواياتهم الّتي ذكرت نقصان سور وآيات من القرآن المتداول بين المسلمين وقالوا : تلكم السور والآيات منسوخة التلاوة.
ج ـ آيات موجودة في القرآن قالوا عنها إنّها منسوخة ، أي : انّ الله نسخ أحكامها إما بآيات قرآنية اخرى ، أو بسنّة الرسول (ص).
ونقول في الجواب :
استدلّوا على قولهم بوجود آيات منسوخة في القرآن :
أوّلا ـ بآيتي : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) و (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ).
ثانيا ـ بآيات كثيرة في القرآن الكريم اعتبروها آيات منسوخة ، أي أنّ