١ ـ من كل رواية جاء فيها ذكر تبديل لفظ القرآن بغيره من قبل الصحابة صحيحة كانت الرواية حسب مقاييس علم الدراية بمدرسة الخلفاء أم ضعيفة وشاذّة.
٢ ـ من كل لغة لكل قبيلة من قبائل العرب سواء أكانت شائعة لديهم أم شاذة ونادرة ، وكل قاعدة من قواعد اللّغة العربية دونما ملاحظة لموارد الاستثناء منها.
٣ ـ أضافوا إليهما اعتمادهم على ما استحسنوه في تبديل النصّ القرآني حسب اجتهادهم.
وفي ضوء ما ذكرناه قاموا بعرض النصوص القرآنية على المألوف عندهم من قواعد اللّغة العربية ، وبدلوا من النصّ القرآني ما زعموه مخالفا لها بلفظ يوافقها ، وبحثوا في لغات العرب واختاروا منها لغات بدّلوا بها لغة القرآن وتسابقوا في جمع كل ما جاء لكل قبيلة وفي كل رواية وكل قاعدة ، وأخضعوا جميع كلمات القرآن لجميع تلكم الروايات واللغات والقواعد ، وسمّوا كل لفظ بدّلوا النصّ القرآني به شاذا كان أم غير شاذ ب (قراءة) ، وسمّوا عملهم ذلك ب (علم القراءة) ، وسمّوا أنفسهم ب (القرّاء) ، وكسبوا بذلك جاها وسمعة في المجتمع الإسلامي زعما من النّاس أنّهم علماء تخصّصوا بعلم قراءة كتاب الله المجيد ، ولم يدركوا أنّ عملهم تغيير لكلام الله المجيد.
وإليكم مثالا واحدا من أنواع عملهم المختلق واساءتهم الأدب ازاء القرآن العظيم كما أورده القرطبي في تفسيره سورة الفاتحة (١) وقال :
التاسعة والعشرون ـ (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
__________________
(١) تفسير القرطبي ، ط. مصر سنة ١٣٨٧ ه ، ١ / ١٤٠ ـ ١٤٩.