فصل العين والصاد
ع ص ب :
(هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ)(١) أي شديد ، وأصله من العصب وهو أطناب المفاصل والعروق. والمعصوب : المشدود بالعصب ، فقيل لكلّ شديد : عصيب. ويحتمل أن يكون فعيلا بمعنى فاعل ، وأن يكون بمعنى مفعول كأنه قد شدّ وقوي. وقيل : بمعنى أنه مجموع الأطراف نحو قولهم : يوم ككفّة حابل وحلقة خاتم. وفلان معصوب الخلق ، أي مدمجه شديده (٢). ومن ذلك العصبة : وهي الجماعة الذين يتعصّبون لبعضهم ، أي يتقوّى بعضهم ببعض ؛ فهم [جماعة](٣) متعصّبة متعاضدة. ومنه قوله تعالى : (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ)(٤). وقوله : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٥) أي مجتمعة أقوياء.
واعصوصب القوم : صاروا عصبا. وعصبوا بفلان أمرا. وعصب الريق بفيه ، أي يبس فكأنه بمنزلة العصب. والعصب : ضرب من برود اليمن قد عصبت به نقوش. ومنه قول الشاعر (٦) : [من المنسرح]
يوما تراها كشبه أردية ال |
|
عصب ويوما أديمها نغلا |
والعصابة : ما يعصب بها الرأس ، أي يشدّ. والعصوب : الناقة التي لا تدرّ حتى تعصب. والعصيب في بطون الحيوان لكونه معصوبا أي مطوياّ. والعصابة أيضا : الجماعة
__________________
(١) ٧٧ / هود : ١١.
(٢) يريد : مدمج الخلقة.
(٣) إضافة يقتضيها السياق.
(٤) ٧٦ / القصص : ٢٨.
(٥) ٨ / يوسف ، ١٢ ، وغيرها.
(٦) البيت للأعشى (الديوان : ٢٣٣) وفيه : أردية الخمس. وعلى رواية العصب من شواهد اللغويين. نغل الأديم : فسد في الدباغ.