فصل القاف والدال
ق د د :
(وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ)(١) القدّ : قطع الشيء طولا. والقدّ : المقدود : ومنه قدّ الإنسان لقامته. والقدّة : القطعة من اللحم. وقددت اللحم : فعلت به ذلك ، فهو قديد ، وغلب في اليابس منه.
واقتدّ الأمر : دبّره ، كقوله : فضله وصرمه.
و «قد» تصحب الأفعال وتقرّب الماضي من الحال ، وتكون «قد» حرف توقّع وتقليل وذلك بحسب القرائن ، وإذا دخل على المضارع أفاد التقليل غالبا إلا في أفعال الباري تعالى فتكون للتحقيق نحو : «قد يعلم الله» (٢) قال الراغب (٣) : وقد : حرف يختصّ بالفعل ، والنحويون يقولون : هو للتوقّع ، وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كلّ فعل متحدّد نحو قوله تعالى : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ)(٤). ولما قلت : لا يصحّ أن يستعمل في أوصاف الله تعالى الذاتية فيقال : قد كان الله عليما حكيما. وإذا دخل «قد» على الفعل المستقبل فذلك لفعل يكون في حالة دون حالة نحو : («قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ)(٥) فيها علم الله ، انتهى.
و «قد» : يكون اسما (٦) بمعنى «حسب» نحو : قدك درهم ، وقطك درهم ، أي حسبك
__________________
(١) ٢٧ / يوسف : ١٢.
(٢) ١٨ / الأحزاب : ٣٣.
(٣) المفردات : ٣٩٤.
(٤) ١٨١ / آل عمران : ٣.
(٥) ٦٣ / النور : ٢٤.
(٦) يريد : اسما للفعل.