البرد على التشبيه بذلك ، وفي كلام بعضهم : «إني لأغتسل من الجنابة ثم أتكوّى بمباشرتها» (١) أي أستدفىء بها.
فصل الكاف والياء
ك ي د :
قوله تعالى : (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً)(٢) الكيد : الاحتيال والاجتهاد فيما يقصده الإنسان ، وغلب [في المكر](٣) ، ومنه سميت الحرب كيداء ، كما سميت خدعة. وقال بعضهم : أن يكون محمودا ، قال تعالى : (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ)(٤). ويقال : أراد بالكيد العذاب ، قيل والصحيح أنّه الإمهال المؤدّي إلى العذاب ، يعني من إطلاق المسبّب وإرادة السّبب. وقيل : علّمناه الكيد على إخوته لأنّ هذا كان شرعا لهم ، فأخذهم بما يعتقدونه لا بقوة سلطانه لأنه ألزم في الحجّة عليهم.
وقيل : الكيد : المضارّة ، وأنشد لعمر بن لجأ : [من الوافر]
تراءت كي تكيد به بشرّ |
|
وكيد بالتبرّح ما يكيد |
قوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ)(٥) فيه تنبيه على أنّه قد يهدي من لم يقصد بكيده خيانة ، نحو كيد يوسف لإخوته ما قصّه الله علينا ، بخلاف كيد امرأة العزيز به.
قوله تعالى : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ)(٦) أي لأريدنّ بهم سوءا ، وأنّهم لو أطبقوا على كيده لم يقدروا على ذلك. ثم لم يكتف بذلك حتى طلب منهم مفاجأة ذلك ومعاجلته ،
__________________
(١) الحديث لابن عمر ، وفي الأصل كلمة غامضة صوّبناها من النهاية : ٤ / ٢١٢ ، اللسان ـ مادة كوي.
(٢) ٥ / يوسف : ١٢.
(٣) بياض في الأصل ، والسياق يؤكد ما أضفناه.
(٤) ٧٦ / يوسف : ١٢.
(٥) ٥٢ / يوسف : ١٢.
(٦) ٥٧ / الأنبياء : ٢١.