في الفرح والتّرح ، ووزن اقشعرّ افعللّ. والمصدر الاقشعرار ، والاسم القشعريرة فهو مقشعرّ ومقشعرّ منه.
فصل القاف والصاد
ق ص د :
قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ)(١). المقتصد : المستوي الحال بين الحالين ، ولذلك قال تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ ؛) فالمقتصد بين الظالم والسابق. وأصل القصد استقامة الطريق ، وقصدت قصده : نحوت نحوه ، ومنه الاقتصاد وهو على نوعين : الأول محمود مطلقا وذلك فيما له طرفان : إفراط وتفريط ، كالجود فإنّه بين الإسراف والتّقتير ، وكالشجاعة فإنّها بين الجبن والتهوّر. وإلى هذا النحو من الاقتصاد أشار بقوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)(٢). والثاني يكنّى عمّا يتردّد بين المحمود والمذموم ، وهو فيما يقع بين محمود ومذموم كالواقع بين الجور والعدل ، والبعيد والقريب ، وإليه أشار بقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ).
قوله : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً)(٣) أي متوسّطا بين القرب والبعد ، فهو غير متناهي الطّرفين طولا وقصرا. وهذا مراد من فسّره بقوله سفرا قريبا ، والتحقيق ما قدّمته ، وقيل : معناه غير شاقّ.
قوله : (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ)(٤) أي تبيّن الطريق الواضح المستقيم بالدلائل
__________________
(١) ٣٢ / فاطر : ٣٥.
(٢) ٦٧ / الفرقان : ٢٥.
(٣) ٤٢ / التوبة : ٩.
(٤) ٩ / النحل : ١٦.