باب القاف (١)
فصل القاف والباء
ق ب ح :
قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ)(٢) قيل : المبعدين. يقال : قبّحه الله أي أبعده. والقبح : الإبعاد ، قاله الهرويّ. وقبّح الله وجه فلان : أي أبعده من الخير. وفي الحديث : «لا تقبّحوا الوجه» (٣) أي لا تنسبوه إلى القبح لأنّ الله صوّره وقد أحسن كلّ شيء خلقه ، والظاهر أنه بمعنى لا تعيبوه. وفي حديث أمّ زرع : «وعنده أقول فلا أقبّح» (٤) أي لا يعاب قولي ولا يردّ لمعزّتي عنده. وقيل : لا يقال لي : قبّحك الله.
يقال : قبّحت فلانا بالتشديد أي قلت له : قبّحك الله. قال الهرويّ : تقول : جزيته الجزاء أي قلت له : جزاك الله خيرا. وقيل : القبح : التّنحية والإزالة ؛ يقال : قبحه الله عن الخير : أي نحّاه وأزاله ، وهذا عندي يرجع إلى معنى الإبعاد.
وقيل : القبيح : ما ينبو عنه البصر من الأعيان ، والنفس من الأعمال والأحوال. وقد قبح قباحة فهو قبيح. فقوله : (هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) أي الموسومين بحال منكرة ، وذلك إشارة إلى ما وصف الله تعالى به الكفار من الرّجاسة والنّجاسة إلى غير ذلك من الصفات الذّميمة ، وما وصفهم به من اسوداد الوجوه وزرقة العيون وسحبهم بالأغلال والسلاسل.
__________________
(١) دون إبراهيم بن أحمد الشهير بابن الملّا على الورقة الأولى من هذا الجزء : « ... تحريرا في أوائل ربيع الأول سنة سبع عشرة وألف. أثاب الله مؤلفه ثوابا جزيلا وأظله من رحمته وإيانا ظلا ظليلا» (النسخة د).
(٢) ٤٢ / القصص : ٢٨.
(٣) النهاية : ٤ / ٣.
(٤) المصدر السبابق.