عصى يعصي عصيانا ، وعصيت أنت. قال تعالى : (أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)(١). وإن أراد الاشتقاق الأكبر فقريب ، وتقدّم مثله في الصلاة. وليس قوله : (وَيَفْعَلُونَ)(٢) تكريرا لقوله : (لا يَعْصُونَ) إذ لا يلزم من عدم العصيان فعل المأمور به لاحتمال أن يكون المأمور عاجزا عنه. ومثاله من يأمر رجلا بحمل صخرة عظيمة فيمتثل (٣) ، لكن لا يطيق ذلك. فهذا غير عاص لكنه عاجز. والملائكة جامعون بين الأمرين : الامتثال والطاعة ، وهو حسن جدا. وقد يعبّر بالعصيان عن مجرد الامتناع. ومنه الحديث : «لولا أنّا نعصي الله ما عصانا» (٤) أي لم يمتنع إجابتنا في دعائنا له.
فصل العين والضاد
ع ض د :
قوله تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ)(٥) هو ما بين المنكب إلى الكتف ، وهو عبارة عن الإعانة والتّقوية. وأصله من قولهم : عضدته ، أي شددته واشتدّ بعضده عند وقوع في هلكة من حفيرة وغيرها. ثم جعل عبارة عن كلّ معونة. وعضدته أيضا : أصبت عضده نحو رأسته. وجمل عاضد : يأخذ بعضد الناقة فينوّخها. ويستعار العضد للمعين فيقال : أنا عضدك نحو أنا يدك. ورجل أعضد : رقيق العضد مشتك من العضد ؛ داء يناله في عضده. وأنشد للنابغة الذبياني (٦) : [من البسيط]
شكّ الفريصة بالمدرى فأنفذها |
|
طعن المبيطر إذ يشفي من العضد |
ومعضّد : موسوم في عضده. ولتلك السّمة عضاد. والمعضد : دملجة. وأعضاد
__________________
(١) ٩٣ / طه : ٢٠.
(٢) من الآية السابقة.
(٣) وفي س : فتمثيل.
(٤) النهاية : ٣ / ٢٥١.
(٥) ٣٥ / القصص : ٢٨.
(٦) الديوان : ١٠. وفي الديوان وجمهرة اللغة : ٢ / ٢٧٦ : شك المبيطر.