ق س و :
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً)(١). القسوة : غلظ القلب وصلابته وخلّوه من الرحمة ، وضدّه اللين. يقال : قسا قلبه يقسو. وقسا الحديد : صلب وقال الراغب : القسوة غلظ القلب وأصله من حجر قاس. والمقاساة : معالجة ذلك. وقرىء (قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) اسم فاعل من قسا يقسو ، و «قسيّة» (٢) من قولهم درهم قسيّ ، وهو ما فيه غشّ ؛ فإنّ الخالص من الفضة والذهب ليّن ، والمغشوش منهما صلب يتعب عند عمله. وعن ابن مسعود : «كانت زيوفا وقسيانا» (٣) قال أبو عبيد : واحد القسيان. درهم قسيّ مخفّف السين مشدد الياء مثل شقيّ. قال الهرويّ : كأنه إعراب قاس ، ومنه الحديث الآخر : «ما يسرّني دين الذي يأتي العرّاف بدرهم قسيّ» (٤) انتهى. يعني أنه معرّب من مادة (ق سّ) وفيه نظر. وعن الشعبيّ أنه قال لفلان (٥) : «يأتينا بهذه الأحاديث قسية وتأخذها منّا طازجة» أي رديئة وتأخذها منا خالصة ، وهو إعراب تازه (٦).
فصل القاف والشين
ق ش ع :
قوله تعالى : (مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)(٧) الاقشعرار أن يلحق الجسم قشعريرة ، وهي الرّعدة النافضة للجسم من تذكّر شيء مهيب أو هجومه. ويكون ذلك
__________________
(١) ١٣ / المائدة : ٥.
(٢) بضم القاف قراءة الضبي عن يحيى ، وبعضهم كسر القاف مع السين لإبراهيم النخعي (مختصر الشواذ : ٣١).
(٣) النهاية : ٤ / ٦٣.
(٤) المصدر السابق ، وهو كذلك لابن مسعود.
(٥) يريد أبا الزّناد. والحديث في المصدر السابق.
(٦) تازه : (فارسية) معناها؟؟ ضج جاهز والهاء حولت إلى جيم لدى التعريب.
(٧) ٢٣ / الزمر : ٣٩.