الإخفاء. إلا أنهم فرّقوا بين المعنيين في المال وفي الرأي فقالوا في المال والبيع : غبنه يغبنه غبنا ـ بالسكون ـ في غبن المصدر ، وبالفتح في ماضيه ، وبالكسر في مضارعه. وغبن فلان رأيه يغبنه غبنا بفتحها في المصدر ، وكسرها في الماضي ، وفتحها في المضارع.
وقيل : أصل الغبن : النقص ؛ ومنه : غبن فلان ثوبه إذا ثنى طرفه فقصّر بذلك من طوله ونقصه. وفي الحقيقة راجع إلى ما ذكرته من السّتر والخفاء ، لأن فيه ستر ذلك الطرف. والغبن ـ بالفتح ـ : ما يتساقط من أطراف الثوب الذي تقطّع.
فصل الغين والثاء
غ ث و :
قوله تعالى : (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)(١) الغثاء : ما احتمله السّيل من النّبات بعد يبسه فألقاه على الجوانب. والأحوى : الشديد الخضرة ، والمراد به هنا (٢) السواد. وعلى هذا لا يحتاج إلى أن يقال في الكلام تقديم وتأخير ، والأصل : أحوى غثاء. وقيل : أصله : فجعله غثاء بعد ما كان أحوى كما قرّره الهرويّ لصحة المعنى بدونه. وصف تعالى المرعى بأنّه بعد ما أخرجه من الأرض وتكامل نبته جعله حطاما تحتمله السيول الجارفة. وقيل : أحوى حال من المرعى (٣). أي أخرج المرعى شديد الخضرة فجعله غثاء. وقوله تعالى : (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً)(٤) أي أهلكناهم هلاكا صاروا به كالغثاء في عدم الاعتداد به وتحطّمه ، كقوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(٥) وهو أبلغ من هذا.
وقيل : أصل الغثاء : ما يلقيه الماء والقدر من زبدهما ، وما يتفرّق من النّبات فيحتمله السيل ، ويضرب به المثل في قلة الاعتداد به. ويقال : غثا الوادي يغثو غثوا ، أي جاء
__________________
(١) ٥ / الأعلى : ٨٧.
(٢) الكلمة من النسخة. م.
(٣) من الآية السابقة : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى).
(٤) ٤١ / المؤمنون : ٢٣.
(٥) ٥ / الفيل : ١٠٥.