أنا ابن جلا وطلاع الثّنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفوني |
قاتله الله ما أفضحه!
فصل الكاف والهاء
ك ه ف :
قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ)(١) الكهف : الغار في الجبل ، والجمع كهوف. وأصحاب الكهف قد قصّ الله خبرهم أحسن القصص فلا حاجة إلى ذكره ، وأسماؤهم وكيفية ذهابهم مذكور في التفسير (٢).
ك ه ل :
قوله تعالى : (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً)(٣) الكهل من الرجال من وخطه الشيب ، ومنه : اكتهل النبات إذا قارب اليبوسة ، على الاستعارة. ويقال : شاب الزرع ، على الاستعارة أيضا ، ويقال : الكهل هو الذي تمّ شبابه ، ومنه : اكتهل النبات : تمّ طوله ، ويقابل به الشباب ، وأنشد (٤) : [من البسيط]
يبكيك ناء عن الديار مغترب |
|
يا للكهول وللشّبّان للعجب |
فإن قيل : كلام الصبيّ في المهد أعجوبة ففي الإخبار به فائدة عظيمة ، وأما كلام الكهل فمعتاد فما فائدة الإخبار به؟ قيل : البشارة بأنه يعيش إلى حدّ الكهولة لأنه لم يتكلم صبيّ في مهده ثم عاش غير عيسى. فلو اقتصر على الإخبار بالأول لسآها (٥) ذلك للعادة فأخبرها بطريق البشارة أنّه يكتهل.
__________________
(١) ٩ / الكهف : ١٨.
(٢) وانظر كتابنا «معجم أعلام القرآن».
(٣) ١١٠ / المائدة : ٥.
(٤) من شواهد النحو المجهولة القائل (أوضح المسالك : ٣ / ٩٦). وفي الأصل : الدار.
(٥) السأو : بعد الهم والنزاع. وسأوت بين القوم : أفسدت. وسآه الأمر : كساءه ، مقلوب عن ساءه.