باب العين
فصل العين والباء
ع ب أ :
قوله تعالى : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي)(١) أي لا يرى لكم قدرا ولا وزنا. يقال : ما عبأت به ، أي لم أقدّره ولم أبال به (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ)(٢) وتضرّعكم. وأصله من العبء وهو الثّقل. وقيل : من عبأت الطّيب : هيّأته. يقال : عبأت الجيش وعبّأته. والمعنى ما يبقيكم. فيجوز أن تكونا لغتين ، وأن يكون عبيت ، تخفيفا. قال مجاهد : ما تفعل؟ قال أبو إسحاق : أيّ وزن لكم عنده لو لا توحيدكم؟ (٣) وفي الحديث : «عبّيّة الجاهلية» (٤) بضمّ العين وكسرها ؛ قيل : ما هي مدّخرة في أنفسهم من حميّة الجاهلية. قيل : من العبء. وقيل : من العب وهو النّور (٥). وأصله عبو فحذف منه كدم.
ع ب ث :
قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً)(٦) العبث : أن يخلط بعمله لعبا ، من قولهم / : عبثت الأقط ، أي خلطته فهو معبوث وعبيث. ومنه العوبثانيّ ، لطعام مختلط من سويق وتمر.
__________________
(١) ٧٧ / الفرقان : ٢٥.
(٢) ٧٧ / الفرقان : ٢٥.
(٣) مذكور في اللسان ـ مادة عبأ.
(٤) الحديث : «إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية» (الترمذي ، تفسير السورة : ٤٩). وتلفظ : عبأة الجاهلية (المفردات : ٣٢٠).
(٥) وكذا رأى ابن الأثير (نهاية غريب الحديث : ٣ / ١٦٩). وهو رأي الأزهري.
(٦) ١١٥ / المؤمنون : ٢٣.