فصل الغين والواو
غ ور :
قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً)(١) أي ذاهبا غائضا. والغور في الأصل مصدر ، والتقدير : ذا غور. والغور أيضا : المنهبط من الأرض ضدّ النجد ، وهو ما ارتفع منها. ولكون الغور في الأصل مصدرا وصف به الواحد والجمع في قولهم : ماء غور ومياه غور (٢). قوله تعالى : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ)(٣) جمع مغارة وهي الكهف في الجبل وما يغار فيه من الأرض أي يدخل ويستتر به. وكلّ ما دخلته ليقيك (٤) فهو غار ومغار. والمعنى : لو تجدون جبّا أو ما تغورون فيه وتستترون به.
وغارت / عينه غؤورا : نزلت في الرأس (٥). وغار الرجل وأغار على القوم : إذا فاجأهم بالقتال ، والكثير أغار ؛ قال الشاعر (٦) : [من الرجز]
نحن اللذون صبّحوا الصّباحا |
|
يوم اليسار غارة ملحاحا |
قوله تعالى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً)(٧) جمع مغيرة وهي الخيل التي يغير عليها الغزاة من المسلمين وقت الصبح ، أقسم بها تعظيما لشأن الجهاد. وغارت الشمس غيارا : غابت ؛ قال الشاعر (٨) : [من الطويل]
هل الدّهر إلا ليلة ونهارها |
|
وإلا طلوع الشمس ثم غيارها؟ |
__________________
(١) ٣٠ / الملك : ٦٧.
(٢) الكلمة انفردت بها م.
(٣) ٥٧ / التوبة : ٩.
(٤) الكلمة غير منقوطة ولعلها كما ذكرنا ، وفي س : نفسك.
(٥) غير واضحة في الأصل ، رسمناها عن اللسان.
(٦) البيت للعقيلي كما في مغني اللبيب : ٤١٠ ، وفيه : يوم النخيل.
(٧) ٣ / العاديات : ١٠٠.
(٨) البيت لأبي ذؤيب الهذلي كما في ديوان الهذليين : ١ / ٢١ ، وهو مطلع رثائية.