وكلّ من انتهى شبابه يقال فيه : عتا عتوّا وعتيا وعتيا ، وعتا عتوّا وعتيا ، وحسا حسوّا وحسيّا وحسا (١) كلّه بمعنى يبس جلده ، وهو كناية عن طول العمر لأنّ ذلك يلازمه. قوله : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٢) الظاهر أنه مصدر. وقيل : هو جمع عات ، وفيه نظر من حيث الإعراب والمعنى وبيانهما في غير هذا ، إلا أن الجمع الإعلال وفي المصدر التّصحيح. يقال : عتا زيد عتوّا. والقوم عتيّ ويجوز العكس.
فصل العين والثاء
ع ث ر :
قوله تعالى : (فَإِنْ عُثِرَ)(٣) أي اطّلع. يقال : عثرت على فلان ، أي اطّلعت عليه. ـ وأعثرث عثرا عليه ، أي أطلعته. قال تعالى : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ)(٤) أي أطلعنا الناس عليهم ليتّعظوا بهم. وأصل ذلك من عثر الرجل يعثر عثارا وعثورا ، أي سقط من شيء يصيب رجله ، ثم تجوّز به عن الاطّلاع ، كأنّ المطّلع عثر على حقيقة ذلك الأمر وصادفه برجله. فقوله : (أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) أي أوقفناهم عليهم من غير أن يطلبوا ذلك.
والعاثور : الهلكة ، والجمع العواثير. ومنه الحديث «من بغى قريشا العواثير كبّه الله على منخريه» (٥) ، ويروى العاثر (٦) وهو حبالة الصائد. وأنشد لأبي وجزة : [من البسيط]
عان تعلقّه من حبّ غانية |
|
قذّافة عاثر في الكعب مقصور |
وذلك أنّ الحبالة يعثر فيها من علق بها. والعاثور أصله ما يحتفر من سية النهر يسقى به
__________________
(١) الحسي : ما تنشفه الأرض من الرمل ، فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر عنه الرمل فتستخرجه.
(٢) ٦٩ / مريم : ١٩.
(٣) ١٠٧ / المائدة : ٥.
(٤) ٢١ / الكهف : ١٨.
(٥) النهاية : ٣ / ١٨٢ ، وفيه : « ... كبه لمنخريه».
(٦) العاثر جمعها العواثر.