قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

تحمیل

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

196/525
*

غسل الشيء يغسله : إذا أسال عليه الماء فأزال درنه. وقيل : الغسل بالفتح المصدر ، وبالضم الاسم ، وبالكسر ما يغتسل به ، والمغتسل يكون مصدرا لاغتسل ولزمانه ومكانه واسم مفعوله. وفي الحديث : «من غسّل واغتسل» (١) اختلف فيه فقيل : كناية عن الجماع قبل الصلاة ، لأنه أغضّ للطرف. وقيل : أسبغ الطهور وأكمله ثم اغتسل للجمعة. وقال الأزهري : روي بالتخفيف من قولك : غسل الرجل امرأته ، وغسلها : جامعها. وفحل غسلة : كثير الطّرق من غير إحبال. وقال أبو بكر : معنى غسّل بالتشديد : اغتسل بعد الجماع. ثم اغتسل للجمعة ، فكرّر لهذا المعنى.

فصل الغين والشين

غ ش ي :

قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)(٢) كناية عن القيامة لأنها تغشى الناس ، أي تحيط بهم وتشملهم ، فلا يفلت منها أحد منهم. والمعنى أنه يغشاهم هولها. ومثله : (أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ)(٣) والتّغشية : السّتر والتغطية. ويستعار ذلك لعمى البصيرة. ومنه قوله تعالى : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ)(٤) ليس المراد أنه أعمى أبصارهم (٥) بل المراد قلوبهم. ومثله : (وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً)(٦). وقرىء غشوة (٧). وقد حققنا القراءتين في «الدرّ» و «العقد». وأنشد لامرىء القيس (٨) : [من الطويل]

غشيت ديار الحيّ بالبكرات

__________________

(١) النهاية : ٣ / ٣٦٧ ، من حديث الجمعة.

(٢) ١ / الغاشية : ٨٨.

(٣) ١٠٧ / يوسف : ١٢.

(٤) ٧ / البقرة : ٢.

(٥) وفي م : أعينهم.

(٦) ٢٣ / الجاثية : ٤٥.

(٧) قراءة طلحة والأعمش (مختصر الشواذ : ١٣٨).

(٨) صدر من بيت لمطلع قصيدة (الديوان : ٧٣) ، وعجزه :

فعارمة فبرقة العيرات