قائمة الکتاب
فصل الغين والشين ، وما يتصل بهما
١٩٦
إعدادات
عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]
عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]
تحمیل
غسل الشيء يغسله : إذا أسال عليه الماء فأزال درنه. وقيل : الغسل بالفتح المصدر ، وبالضم الاسم ، وبالكسر ما يغتسل به ، والمغتسل يكون مصدرا لاغتسل ولزمانه ومكانه واسم مفعوله. وفي الحديث : «من غسّل واغتسل» (١) اختلف فيه فقيل : كناية عن الجماع قبل الصلاة ، لأنه أغضّ للطرف. وقيل : أسبغ الطهور وأكمله ثم اغتسل للجمعة. وقال الأزهري : روي بالتخفيف من قولك : غسل الرجل امرأته ، وغسلها : جامعها. وفحل غسلة : كثير الطّرق من غير إحبال. وقال أبو بكر : معنى غسّل بالتشديد : اغتسل بعد الجماع. ثم اغتسل للجمعة ، فكرّر لهذا المعنى.
فصل الغين والشين
غ ش ي :
قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)(٢) كناية عن القيامة لأنها تغشى الناس ، أي تحيط بهم وتشملهم ، فلا يفلت منها أحد منهم. والمعنى أنه يغشاهم هولها. ومثله : (أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ)(٣) والتّغشية : السّتر والتغطية. ويستعار ذلك لعمى البصيرة. ومنه قوله تعالى : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ)(٤) ليس المراد أنه أعمى أبصارهم (٥) بل المراد قلوبهم. ومثله : (وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً)(٦). وقرىء غشوة (٧). وقد حققنا القراءتين في «الدرّ» و «العقد». وأنشد لامرىء القيس (٨) : [من الطويل]
غشيت ديار الحيّ بالبكرات
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٣٦٧ ، من حديث الجمعة.
(٢) ١ / الغاشية : ٨٨.
(٣) ١٠٧ / يوسف : ١٢.
(٤) ٧ / البقرة : ٢.
(٥) وفي م : أعينهم.
(٦) ٢٣ / الجاثية : ٤٥.
(٧) قراءة طلحة والأعمش (مختصر الشواذ : ١٣٨).
(٨) صدر من بيت لمطلع قصيدة (الديوان : ٧٣) ، وعجزه :
فعارمة فبرقة العيرات