ك ل م (١) :
قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ)(٢) أي أنّ الله تعالى أوحاها إليه فتلقّاها بالقبول. وفي التفسير أنها قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا)(٣) الآية. وقيل : هي الأمانة المشار إليها بقوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ)(٤)
وقيل في الأمانة : هي كلمة التّوحيد والوفاء بها وبما يترتّب عليها. وقيل : هي قول آدم : ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكنّي جنّتك؟ ألم تسجد لي ملائكتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت كنت تعيدني إلى الجنة؟ قال : نعم!
قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ)(٥). قيل : هي خصال عشرة من الطّهارة ؛ خمس في الرأس وخمس في البدن : الفرق والمضمضة والاستنشاق وقصّ الشارب والاكتحال ونتف الإبط وقلم الأظفار وحلق العانة والختان وغسل البراجم (٦). وقيل : هي ما امتحن به من ذبح ولده وختانه بعد ثمانين سنة. ونحو ذلك قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى)(٧) قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)(٨) ، (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ)(٩).
قوله. (وَكَلِمَتُهُ)(١٠) إنّما سمي كلمة لأنه وجد بها من غير سبب آخر ؛ يريد قوله «كن» بخلاف غيره من البشر فإنّه وإن كان موجودا بكلمة «كن» إلا أنّ له سببا ظاهرا وهو الوالد. وقيل : سمي كلمة لاهتداء الناس به كاهتدائهم بكلام الله تعالى. وقيل : لما خصّه الله
__________________
(١) قدّم المؤلف مادة (ك ل م) على (ك ل ل).
(٢) ٣٧ / البقرة : ٢.
(٣) ٢٣ / الأعراف : ٧.
(٤) ٧٢ / الأحزاب : ٣٣.
(٥) ١٢٤ / البقرة : ٢.
(٦) البراجم : مفاصل الأصابع وهي رؤوس السلاميات من ظهر الكف ، مفردها البرجمة.
(٧) ١٣٧ / الأعراف : ٧.
(٨) ٥ / القصص : ٢٨.
(٩) الآية بعدها.
(١٠) ١٧١ / النساء : ٤.