وقرن الجبل : ما نتأ منه. وقرن ـ بالتحريك ـ قبيلة مشهورة ، وإليها نسب أويس القرنيّ الذي وصّى به النبيّ صلىاللهعليهوسلم (١). وأمّا قرن (٢) ـ بالتسكين ـ فموضع يحرم منه الحاجّ يقال له قرن المنازل. وغلط بعضهم ففتح راءه وجعل أويسا منسوبا إليه. وسميت ذؤابة المرأة قرنا تشبيها بذلك.
وقرن الشمس : حاجبها ، وقرن الشيطان ، على التشبيه. وفي الحديث : «الشمس تطلع بين قرني الشيطان» (٣) قيل : ناحيتا رأسه ، وقيل : معناه تطلع حين قوة الشيطان. والقرن : القوة ، قال إبراهيم الحربيّ (٤) : هذا مثل يقوله حينئذ يتحرك الشيطان ويتسلّط فيكون كالمعين لها ، ولذلك قوله : «إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» (٥) وليس معناه أنه يدخل في جوفه.
«والنّهي عن القران في التمر» (٦) الجمع بين تمرتين في الأكل. والقران في الحجّ : الجمع بين النّسكين بشروط مذكورة في كتب الفقه (٧).
وقرن الهامة : حافتها. وقرن الفلاة : حرفها. قوله : (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)(٨) أي مطيقين مقتدرين ، من أقرن له الأمر : إذا قوي عليه ، من قوله : فلان قرن فلان أي له من القوة مثل ما لصاحبه.
__________________
(١) قرن : بطن من مراد ، وهو قرن بن ردمان بن ناجية ، منها أويس القرني الزاهد ، روى عن عمر وقتل بصفين في رجالة علي. وقيل : مات بمكة. وقيل : بدمشق (اللباب : ٣ / ٢٩).
(٢) قال الأصمعي : جبل مطلّ بعرفات. وقال الغوري : هو ميقات أهل اليمن والطائف يقال له قرن المنازل ويدعي قرن الثعالب (معجم البلدان ـ قرن).
(٣) النهاية : ٤ / ٥٢.
(٤) هو إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام فاضل له تصانيف كثيرة ، روى عن ابن حنبل. توفي سنة ٢٨٥. وهذه النسبة إلى محلة ببغداد وإلى جد (اللباب : ١ / ٣٥٤).
(٥) ذكره في الإحياء. قال العراقي : متفق عليه (كشف الخفاء : ١ / ٢٢١).
(٦) من الحديث : «أنه نهى عن القران إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه» (النهاية : ٤ / ٥٢).
(٧) بأن يجمع بينهما بنيّة واحدة وإحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد فيقول : لبيّك بحجّة وعمرة. وهو عند أبي حنيفة أفضل من الإفراد والتمتّع (المصدر السابق).
(٨) ١٣ / الزخرف : ٤٣.