وعالما بعالم. وهو في الأصل مصدر قرنت أقرن. ثم جعل اسما للوقت أو لأهله ، قال الشاعر (١) : [من البسيط]
تلك القرون ورثنا الأرض بعدهم |
|
فما يحسّ عليها منهم أرم |
قوله تعالى : (أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)(٢) أي مزدوجين ومجتمعين من : قرنت البعير بالبعير في قرن. والقرن : الحبل. وأنشد (٣) : [من البسيط]
وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس |
قوله : (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ)(٤) من ذلك : أي مجتمعين في قرن مقيّدين ، فالتشديد فيه للتكثير. وفلان قرن فلان إمّا في الولادة وإمّا في القوة والجلادة وفي غيرها من الأحوال ، وهو قرينه أيضا.
قوله تعالى : (وَقالَ قَرِينُهُ)(٥) قيل : هو المقيّض له من الشياطين لقوله تعالى : (نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)(٦).
والقرون : النّفس لكونها مقترنة بالجسم. والقرون ـ أيضا ـ الناقة التي يدنو أحد خلفيها (٧) من الآخر. وقرن الشاة والبقرة معروف. وشاة قرناء : عظيمة القرن ، وكبش أقرن : مثله. والقرن في المرأة : منع وطئها لعظم في فرجها يمنع من ذلك ، ومنه امرأة قرناء. قال بعضهم : سمّي عفل المرأة قرنا تشبيها بالقرن في الهيئة. وتأذّي عضو الرجل بمباضعتها كالتأذّي بالقرن. قلت : العفل والعفلة : شيء يخرج من فرج المرأة وحياء الناقة شبه الأدرة (٨) التي في الرجل.
__________________
(١) من شواهد اللسان ، مادة ـ أرم.
(٢) ٥٣ / الزخرف : ٤٣.
(٣) البيت لجرير كما في الديوان : ٣٢٣. ابن اللبون : ما أوفى ثلاث سنين. القناعيس : الشداد.
(٤) ٣٨ / ص : ٣٨.
(٥) ٢٣ / ق : ٥٠.
(٦) ٣٦ / الزخرف : ٤٣.
(٧) الخلف : حلمة ضرع الناقة.
(٨) العفل : الخط الذي بين الذكر والدبر. الأدرة : نفخة في الخصية.