يده على قربه أي خاصرته ، قال أبو سعيد : يقول الرجل لصاحبه إذا استحثّه (١) : تقرّب ، تقرّب ، وأنشد لمرّة بن همام (٢) : [من الكامل]
يا صاحبيّ ترحّلا وتقرّبا |
|
فلقد أنى لمسافر أن يطربا |
وفي الحديث : «ثلاث لعينات : رجل عوّر طريق المقربة» (٣) قال أبو عمرو : المقربة : المنزل ، وأصله من القرب ، وهو سير الإبل ، وأنشد للرّاعي (٤). [من الكامل]
يحدون حدبا مائلا إشرافها |
|
في كلّ مقربة يدعن رعيلا |
ق ر ح :
قوله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)(٥) قرىء بفتح القاف وضمّها (٦) ؛ فقيل : المفتوح مصدر والمضموم ألم الجراحات. وقال آخرون : المفتوح الأثر من الجراحة من شيء يصيبه من خارج ، والمضموم أثرها من داخل كالبثرة.
قرحته مثل جرحته وزنا ومعنى. وقرح : خرج به قرح. وقرح قلبه وأقرحه الله. والقرحان : الرجل الذي لم يصبه الجدريّ ، وفي الحديث : «إنّ من معك من أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم قرحان» (٧) من الأضداد. يقال : رجل قرحان للذي لم يمسّه القرح ولا الجدريّ ولا الحصبة ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد وغيره ، يقال : امرأة قرحان ، ورجلان قرحان ، ورجال قرحان ، ومنهم من يقول : قرحانان وقرحانون ليطابق.
__________________
(١) في الأصل : امتحنه ، والتصويب من د واللسان.
(٢) الشاهد في اللسان من غير عزو.
(٣) النهاية : ٤ / ٣٤.
(٤) العجز مذكور في اللسان ـ مادة قرب. والبيت مذكور في (شعر الراعي وأخباره : ١٤١).
(٥) ١٤٠ / آل عمران : ٣.
(٦) قال الفراء : وأكثر القراء على فتح القاف ، وقد قرأ أصحاب عبد الله بالضم (معاني القرآن : ١ / ٢٣٤).
(٧) النهاية : ٤ / ٣٥ ، والحديث لعمر لما أراد دخول الشام وقد وقع به الطاعون فقيل له ...