والقبيح ـ أيضا ـ : اسم للعظم الذي هو في الساعد ممّا يلي النّصف منه إلى المرفق ، يقال : قبح يقبح قبحا فهو قبيح. قال الشاعر (١) : [من الرجز]
قبّحت من سالفة ومن صدغ
ق ب ر :
قوله تعالى : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)(٢) أي جعل له مكانا يقبر فيه ، نحو أسقيته : أي جعلت له ما يسقى منه. وقيل : معناه ألهمه كيف يدفن ، وذلك نحو بعثه الغراب باحثا ودافنا لآخر مثله ليعلّم بني آدم ذلك ، وسائر الحيوان غير الآدميّ يلقى على وجه الأرض.
يقال : قبرته أي دفنته في اللحد ، وأقبرته : أي جعلت له قبرا. والقبر : مستقرّ الميّت ومصدر قبرته أيضا. والمقبرة والمقبرة والمقبرة ، مثلثة العين : موضع القبور وجمعها مقابر ، كقوله تعالى : (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ)(٣) ومعناه حتى أدرككم الموت وأنتم على حالة الغفلة.
وقيل : تفاخروا حتى ذكروا أسلافهم وصنائعهم وما كانوا عليه من فعل الميسر وإطعام المحتاج وفكّ العناة وغير ذلك.
قوله : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ)(٤) إشارة إلى البعث والنّشور ، وذلك بأن يقوم الناس من قبورهم فتبعثر قبورهم التي كانوا فيها ، كلّ منهم ينفض التراب عن رأسه. وقيل : ذلك كناية عن كشفه السرائر ، وذلك أنّ أحوال الناس ما داموا في الدنيا مستورة عليهم كأنها مقبورة ، فإذا بعثوا ظهرت المخبّآت وبانت الفضائح. نسأل الله الباعث الوارث أن يستر علينا في الآخرة ما ستر في الدنيا. وقيل : ذلك كناية عن إزالة الجهالة بالموت ، وكأنّ الكافر والجاهل ما داما في الدنيا مقبورين فإذا ماتا تيقّنا الحقّ وظهر لهما ما كان مستورا
__________________
(١) اللسان ـ مادة صدغ ، وعجزه :
كأنها كشية ضبّ في صقع
يريد : قبحت يا سالفة من سالفة وقبحت يا صدغ من صدغ.
(٢) ٢١ / عبس : ٨٠.
(٣) ٢ / التكاثر : ١٠٢.
(٤) ٩ / العاديات : ١٠٠.