تختطف صبيان قوم نبيّ من الأنبياء يقال له حنظلة بن صفوان ، وأنه دعا عليها فهلكت. ويقال : عنقاء مغرب. وعن الخليل : لم يبق من رسمها غير اسمها. وقال الكميت (١) : [من الطويل]
محاسن من دين ودنيا كأنّها |
|
بها خلقت في الجوّ عنقاء مغرب |
وقال عنترة بن أحرش الطائي : [من الطويل]
لقد خلقت بالجوّ فتخاء كاسر |
|
كفتخاء دمج خلّقت بالحزوّر |
وقال أبو نواس (٢) : [من الطويل]
وما خبزه إلا كعنقاء مغرب |
|
تصوّر في بسط الملوك وفي المثل |
وقال بعض الشعراء : [من البسيط]
الجود والغول والعنقا ثلاثتها |
|
أسماء أشياء لم تخلق ولم تكن |
وقد كذب في الجود فإنه موجود. ودمج : جبل تزعم العرب أنها كانت تأويه وأنها كانت أحسن الطيور فيها من كلّ لون ، وأنها كانت تأكل الطير فأعوزها الطير يوما ، فاختطفت صبيا وهو الحزوّر في شعر عنترة ثم حلّقت بجارية فشكا أهل الرسّ ذلك لحنظلة فدعا عليها فهلكت. وقيل : بل النبيّ خالد بن سنان في الفترة ، وأنها كانت في زمن موسى إلى زمن خالد ، وسميت مغربا لأنها تغرب بكلّ من تأخذه.
ع ن و :
قوله تعالى : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ)(٣) أي خضعت مستأسرة بعناء. ومنه : وعنيته بكذا ، أي أنصبته وأتعبته. / عني : نصب واستأسر. ومنه قيل للأسير : عان. وأنشد لامرىء القيس (٤) : [من الطويل]
__________________
(١) ثمار القلوب : ٣٥٧ ، وفيه : من دنيا ودنيا.
(٢) ديوان أبي نواس : ٥١٥. ثمار القلوب : ٣٥٧ ، وفيه : لها المثل ، وهو وهم.
(٣) ١١١ / طه : ٢٠.
(٤) الديوان : ٨١.