فيا ربّ مكروب كررت وراءه |
|
وعان فككت الغلّ عنه فغداني |
وفي الحديث : «استوصوا بالنساء خيرا فإنهنّ عوان [عندكم]» (١) ، أي أسراء. وعني بحاجته فهو معنيّ. وعني بها أيضا فهو عان. ومنه فتحت البلدة عنوة أي قهرا وذلا لأهلها.
ع ن ي :
قرىء : (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)(٢) أي يشغله عن غيره. وفي الحديث : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (٣) والمعنى في الأصل اسم مصدر كالمعتلّ ، وهو في التعارف إظهار ما تضمّنه اللفظ ، من قولهم : عنت الأرض بالنّبات ، أي أنبتته حسنا. وعنت القربة : أظهرت ماءها. ومنه عنوان الكتاب في قول من يجعله من عني. وقد يطلق المعنى ويراد به التفسير ، فيقال : معنى ذلك كيت وكيت ، أي تفسيره. قال الراغب (٤) : وإن كان بينهما فرق ، ولم يبيّنه. والفرق أنّ التفسير هو الكشف والإيضاح. ومنه قيل لماء الطبيب تفسرة (٥) حسبما نبيّنه إن شاء الله تعالى في باب الفاء (٦). وقد يطلق المعنى على مدلول الألفاظ وبه يقابل اللفظ فيقال : معنى كذا وكذا. وقد يراد به التقدير كقولهم : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٧) المعنى : أهل القرية. والعنيّة : شيء تطلى به الإبل الجرب ؛ ومنه المثل المشهور : «عنيّة تشفي الجرب» (٨).
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٣١٤ ، والإضافة منه. وفيه خلاف.
(٢) ٣٧ / عبس : ٨٠ ، يعني قرىء بالعين المهملة ؛ قرأها ابن محيصن والزهري (مختصر الشواذ : ١٦٩).
(٣) النهاية : ٣ / ٣١٤.
(٤) المفردات : ٣٥٠.
(٥) الفسر : نظر الطبيب إلى الماء ، وكذلك التّفسرة. وقيل : البول الذي يستدل به على المرض وينظر فيه الأطباء.
(٦) أنظر مادة فسر.
(٧) ٨٢ / يوسف : ١٢.
(٨) المستقصى : ٢ / ١٧١. هو بول البعير يعقد في الشمس يطلى به الجربى. يضرب لذي البصيرة المستشفى برأيه.