الذي لا يخالطها إنما هو في ناحية أبدا ؛ أراد من هم بالخلاف أو بمفارقة الجماعة. وفرّق بعضهم بين الثلاثة بفرق آخر فقال : العنيد : المعجب بما عنده ، والمعاند : المباهي ، والعنود : قيل : مثل (١) العنيد. وقال (٢) : لكن بينهما فرق لأنّ العنيد الذي يعاند ويخالف. والعنود : الذي يعند عن القصد. ويقال : بعير عنيد ولا يقال عنود (٣) قيل : والعنّد (٤) جمع عاند وجمع العنود عندة ، وجمع العنيد عند ، وقال بعضهم : هو العدول عن الطريق ، لكن خصّ العنود بالعادل عن الطريق في المحسوسات ، والعنيد بالعادل عن الطريق في الحكم. وعند عن الطريق : عدل عنه. ويقال : عاند : لازم ، وعاند : فارق. قال الراغب : كلاهما من عند لكن باعتبارين مختلفين كقولهم : البين (٥) في الوصل والهجر (٦) باعتبارين مختلفين.
ع ن ق :
قوله تعالى : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ)(٧) الأعناق : جمع عنق وهو الجارحة المعروفة. والمراد : اضربوا فوق رؤوسهم. وقيل : فوق مزيدة ، ولا يحتاج إلى مثل ذلك لصحة المعنى بدون الحذف. ورجل أعنق وامرأة عنقاء ، أي طويلة العنق. والأعناق : الأشراف ، وعليه قوله تعالى : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(٨). قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)(٩) أي قلّدناه كسبه من خير وشرّ (١٠) تقليد الإنسان بما لا انفكاك له منه نحو قولهم : ألزمته به طوق الحمامة ، وطوّقته به وجعلته في عنقه ، تصويرا للمعاني بصورة أجرام تحتوي على أعزّما في الإنسان وأمكنه مبالغة في ذلك. ويروى أنّ ذلك يكون حقيقة ، وأنّ كلّ أحد يكتب عمله في سجلّ يطوّق به. وفي الحديث : «المؤذنون
__________________
(١) في الأصل : وذو شك. وفي م : ومثل. ولعلها كما ذكرنا ويؤيده الراغب.
(٢) يعني الراغب : ٣٤٩.
(٣) وفي المفردات : عنود ولا يقال عنيد.
(٤) وفي الأصل : والعنود.
(٥) وفي الأصل : الدين.
(٦) في الأصل : والفخر.
(٧) ١٢ / الأنفال : ٨.
(٨) ٤ / الشعراء : ٢٦.
(٩) ١٣ / الإسراء : ١٧.
(١٠) ساقطة من س.