منهم مجرى عالم بما أعطاهم ومكّنهم. وتسميته بذلك كتسمية إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه «أمّة» لأنه يقوم مقامهم.
ع ل ن :
قوله تعالى : (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ)(١) أي أظهرت. يقال : أعلن يعلن إعلانا. والإعلان يقابل الإسرار ؛ قال تعالى : (سِرًّا وَعَلانِيَةً)(٢). وأكثر ما يقال ذلك في المعاني دون الأعيان يقال : أعلنته فعلن ، ومنه علوان الكتاب ، لأنه يعرف به مدلوله ، وهل هو من العلن اعتبارا بظهور المعنى فيه لا بظهور ذاته. وفيه لغة : العنوان ، فكأنّ اللام والنون متعاقبان نحو أصيلان وأصيلال. يقال : عنونت الكتاب وعلونته عنونة : إذا جعلت عليه علامة يعرف بها من قصد به ، قيل : فهم معناه.
ع ل و :
قوله تعالى : (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ)(٣). المتعال : صفة لله تعالى بمعنى (٤) علوّ أمره وصفاته لا باعتبار مكان تعالى عن ذلك. وكذا قوله : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً)(٥). والعلوّ ضدّ السفل منسوب إليهما (٦). والعلوّ : الارتفاع ، وقد علا يعلو علوا ، وعلي يعلى علا : ارتفع ، فهو عليّ. قال بعضهم : علا بالفتح أكثر ما يقال في الأمكنة والأجسام. قوله : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(٧) هو الرفيع القدر من علي يعلى. قيل : معناه أنه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين ، وعليه قوله تعالى (٨) : (تَعالَى اللهُ عَمَّا
__________________
(١) ٩ / نوح : ٧١.
(٢) ٢٧٤ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٣) ٩ / الرعد : ١٣.
(٤) ساقطة من ح.
(٥) ٤٣ / الإسراء : ١٧.
(٦) يعني : علويّ وسفليّ.
(٧) ٢٥٥ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٨) في الأصل : قوله تعالى سبحانه وتعالى ، فأسقطناها.