ذلك) (١). قوله : (إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي)(٢) أي شرف وفضل ، يوجب لي ما خوّلته.
قوله : (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)(٣) أي عن علم أنّ الفرقة ضلالة ولكنّهم فعلوه بغيا. قوله : (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ)(٤) ، يعني من الله ، أي على ما سبق في علمه. وقيل : على علم من الضالّ. جعل علمه سبب فتنته وضلاله. قوله : (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ)(٥) قال ابن عيينة : لذو علم. دلّ على صحة ذلك قول ابن مسعود : العلم خشية. قلت : ويدلّ عليه أيضا قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(٦) وقرىء برفع الجلالة ونصب العلماء ، بمعنى يوقّر ويعظّم ، سمّاه خشية مجازا (٧). وعن الشعبيّ أنه قيل له : أفتني أيّها العالم. فقال : العالم من خشي الله ، يشير إلى الآية. قوله : (فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ)(٨) هي عشر ذي الحجة الأول ، والمعدودات أيام التشريق. نقل ذلك أكثر أهل علم التفسير (٩) منهم أبو عبيد. قوله : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ)(١٠) أي يعلّمانهم السّحر ويأمران باجتنابه.
قوله : (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)(١١) أي علم الكتابة. قوله : (تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ)(١٢) أي لو علمتم الشيء حقّ علمه لارتدعتم. وقال أهل الحقيقة : الأشياء رتب ثلاث : علم اليقين ، وحقّ اليقين ، وعين اليقين ، وأعلاها هذا ، وأدناها الأول. قوله : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)(١٣) أي عالمي زمانهم ، وقيل : أراد فضلاء زمانهم الذي يجري كلّ واحد
__________________
(١) ما بين المقوستين ساقط من س.
(٢) ٧٨ / القصص : ٢٨.
(٣) ١٤ / الشورى : ٤٢.
(٤) ٢٣ / الجاثية : ٤٥.
(٥) ٦٨ / يوسف : ١٢.
(٦) ٢٨ / فاطر : ٣٥.
(٧) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٨.
(٨) ٢٨ / الحج : ٢٢.
(٩) بياض في الأصل. وأضفناها من م.
(١٠) ١٠٢ / البقرة : ٢.
(١١) ٤ / العلق : ٩٦.
(١٢) ٥ / التكاثر : ١٠٢.
(١٣) ٤٧ / البقرة : ٢.