الحديث : «رأيت أبا هريرة وعليه إزار فيه علق وقد خيّطه بالأصطبّة» (١). قال ابن السكيت : العلق الذي يكون في الثوب وغيره. وقال غيره : هو أن يمرّ بالشوكة أو غيرها. فتعلق بالثوب فتخرقه. والأصطبّة : مشاقة الكتان. والعلق : دود يتعلّق بالحلق. والعلق : الشيء النفيس الذي به يتعلّق صاحبه. والعليق : ما يعلّق على الدابّة من القضيم (٢). والعليقة : مركوب يبعثه الإنسان مع غيره فيعلق أمره به. وأنشد (٣) : [من الرجز]
أرسلها عليقة وما علم |
|
أنّ العليقات يلاقين الرّقم |
والعلوق : الناقة التي ترأم ولدها فتعلق به (٤). ويقال للمنيّة : علوق. والعلقى : شجر يتعلّق (٥). وعلقت المرأة : حبلت. ورجل معلاق : يتعلّق بخصمه. والتعلّق أيضا : ترتيب شيء على شيء. ومنه تعليق المشروط على شرط.
ع ل م :
قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها)(٦) أي عرّفه إياها. وأصل العلم إدراك الشيء على حقيقته ، وهو معرفة الشيء على ما هو عليه. وقد اختلف الناس فيه : هل يدرك بالحدّ أم لا ، ومن منع تحديده اختلفوا فقال بعضهم : لا يحدّ لعسره ، وآخرون ليسره. وقال بعضهم : العلم ضربان : الأول إدراك ذات الشيء ، والثاني الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له ، أو نفي شيء هو منفيّ عنه. فالأول يتعدّى لواحد ؛ قال تعالى : (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)(٧). والثاني يتعدّى لاثنين كقوله تعالى : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ)(٨). قوله
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٢٩٠. العلق : الخرق. وفي س وم : خيطه بالأمطية.
(٢) في الأصل : القضم.
(٣) الشاهد في اللسان لراجز ، ومذكور في المفردات : ٣٤٣ ، وفيهما : وقد علم.
(٤) يختلف الشرح عند ابن منظور ؛ يقول : «والعلوق من النوق : التي لا ... ترأم الولد .. على الفأل. وقيل : هي التي ترأم بأنفها ولا تدرّ» (مادة ـ علق).
(٥) وفي المفردات : يتعلّق به. وهو شجر تدوم خضرته في القيظ. يجعل بعضهم ألفها للتأنيث ، وبعضهم يجعلها للإلحاق فتنّون (اللسان ـ علق).
(٦) ٣١ / البقرة : ٢.
(٧) ١٠١ / التوبة : ٩.
(٨) ١٠ / الممتحنة : ٦٠.