.................................................................................................
______________________________________________________
ـ ومنها : ان يشك في الحلية من جهة احتمال مانع عنها كالجلل والموطوئيّة ، فمع العلم بكون الحيوان من الغنم الواجد للخصوصية القابلة لتأثير الحلية والطهارة ، ولكن احتملنا كون الجلل مانعا عن تأثير التذكية فيه وكان الحيوان جلالا.
الخامس : ان المذكى الذي كان اثره الطهارة والحلية او الطهارة وحدها ، وغير المذكى الذي كان اثره النجاسة وحرمة الاكل ، هل هما متقابلان بتقابل التضاد؟ بان تكون التذكية معنى وجوديا ، وعدم التذكية ايضا معنى وجوديا وهي عنوان الميتة ، فيراد من عدم التذكية هو المثبتيّة ، وانما عبّر عن المعنى الوجودي بالعنوان العدمي وهو عدم التذكية او كونه غير مذكى لانهما من الضدين اللذين لا ثالث لهما في الحيوان الذي زهقت روحه لانه اما مذكى او ميتة ، فعدم التذكية من الملازمات لعنوان الميتة ، ويصح الاشارة الى الملازم بالعنوان الآخر الملازم له.
او انهما من المتقابلين بتقابل العدم والملكة؟ بان يكون وصف التذكية وعدم التذكية من اللاحقين للذي له شأنية ان يكون ذكيا وغير ذكي وهو الحيوان الذي زهقت روحه ، فالحيوان في حال حياته لا مذكى ولا غير مذكى.
او انهما من المتقابلين بتقابل السلب والايجاب؟ وحيث ان تقابل السلب والايجاب مما لا يعقل ان يجتمعا وان يرتفعا فلا يخلو الشيء عن كونه مصداقا لاحدهما ولا يخلو عنهما شيء من الاشياء ، لوضوح ان تقابل البصر والعمى يجوز ان يخلو الشيء عنهما معا كالجدار فانه لا اعمى ولا بصير ، بخلاف البصر واللابصر فان الجدار وان لم يصدق عليه انه اعمى لكنه يصدق عليه انه لا بصر له ، وعلى هذا فالحيوان الحي حال حياته يصدق عليه انه غير مذكى.
اذا عرفت هذا ... فنقول : ان الشك في الحلية والحرمة في الحيوان اذا كان من جهة الصورة الاولى ، وهو ما كان الشك فيه من ناحية الشك في كونه واجدا للخصوصية التي تؤثر التذكية فيه ذلك ، ام ليس واجدا لتلك الخصوصية فلا تؤثر فيه شيئا ، فان كان التقابل بين التذكية وعدم التذكية من تقابل التضاد لا مجرى لاصالة