.................................................................................................
______________________________________________________
كون الواجب الواقعي المنجز هو الاكثر ، بل لو قلنا بجريان البراءة العقلية في المركب من اجزاء مستقلة في الوجود لا نقول به في المردد بين العام والخاص وفي المطلق والمشروط ، لما عرفت من الفارق بينهما. والى ما ذكرنا اشار بقوله : ((انه ظهر مما مر)) من عدم الانحلال في المركب من اجزاء مستقلة في الوجود ((حال)) المركب من اجزاء غير مستقلة في الوجود كما في مقام ((دوران الامر بين المشروط بشيء ومطلقه)) كما لو دار الامر بين الواجب عتق مطلق الرقبة او الرقبة المؤمنة ((و)) كما لو دار الامر ((بين)) كون الواجب هو ((الخاص كالانسان و)) كون الواجب هو ((عامه كالحيوان و)) قد اتضح ((انه لا مجال هاهنا للبراءة عقلا بل كان الامر فيهما اظهر)) في عدم الانحلال بحيث لو قلنا في المركب من اجزاء مستقلة الوجود بالانحلال لا نقول به هاهنا ((فان الانحلال المتوهم في الاقل والاكثر)) في المركب من اجزاء مستقلة الوجود ((لا يكاد يتوهم هاهنا)) ثم اشار الى الفارق بينهما بقوله : ((بداهة ان الاجزاء)) في المطلق والمشروط والعام والخاص من الاجزاء ((التحليلية)) وهي الموجودة بوجود واحد وهي ((لا تكاد تتصف باللزوم من باب المقدمة عقلا)) وانما سميت اجزاء المركب الموجودة بوجود واحد تحليلية لانها بعد ان كانت موجودة بوجود واحد فلا تكون هذه الاجزاء موجودات مستقلة خارجية ، بل العقل يحلل هذا الموجود الواحد الى اجزاء عنده ، فان الانسان منحل عقلا الى حيوان وناطق ، لا ان الحيوان والناطق موجود كل منهما بوجود مستقل في الخارج يخصه ، بل هما موجودان في الخارج بوجود واحد. وقد اشار الى مثال ذلك بقوله : ((فالصلاة مثلا)) المطلقة ((في ضمن الصلاة المشروطة)) بالاستقبال مثلا موجودة بوجود واحد ، لان حيثية تقيد الصلاة بالاستقبال ليس موجودا خارجيا ((او)) الصلاة العامة الموجودة في ضمن الصلاة ((الخاصة)) كمثل طبيعي الصلاة في ضمن صلاة الجمعة مثلا ((موجودة بعين وجودها)) أي الصلاة العامة التي هي طبيعي الصلاة