وأمانته أن يقال : سبق الحاجَّ ، فادّان معترضاً (١) فأصبح وقد رين به ، فمَنْ كان له عليه مالٌ فليحضر غداً فإنّا بائعو ماله وقاسموه بين غرمائه (٢).
وهذا رجل من جُهَيْنة كان يشتري الرواحل ويُسرع السير فيسبق الحاجَّ فأفلس.
و« ادّان » يعني استقرض. وقوله : « معترضاً » أي اعترض الناس فاستدان ممّن أمكنه. و« رين به » أي وقع فيما لا يستطيع الخروج منه.
قال أبو عبيد : كلّ ما غلبك فقد ران بك ورانك (٣).
ومن طريق الخاصّة : ما رواه عمّار عن الصادق عليهالسلام قال : « كان أمير المؤمنين عليهالسلام يحبس الرجل إذا التوى على غرمائه ثمّ يأمر فيقسّم ماله بينهم بالحصص ، فإن أبى باعه فقسّمه بينهم ، يعني ماله » (٤).
وقال أبو حنيفة : لا يُباع ماله ، بل يحبسه ليبيع بنفسه ، إلاّ أن يكون ماله أحدَ النقدين وعليه الآخَر ، فيدفع الدراهم عن الدنانير ، والدنانير عن الدراهم ؛ لأنّه رشيد لا ولاية لأحدٍ عليه ، فلم يجز للحاكم أن يبيع ماله عليه ، كما لو لم يكن عليه دَيْنٌ (٥).
__________________
(١) في المصادر : « معرضاً ».
(٢) الموطّأ ٢ : ٧٧٠ / ٨ ( الباب ٨ من كتاب الوصيّة ) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٣٢٧ ، الحاوي الكبير ٦ : ٢٦٤ ، بداية المجتهد ٢ : ٢٨٤ ، المبسوط ـ للسرخسي ـ ٢٤ : ١٦٤ ، العزيز شرح الوجيز ٥ : ١٨ ، المغني ٤ : ٥٣٠ ، الشرح الكبير ٤ : ٤٩٥.
(٣) غريب الحديث ـ للهروي ـ ٣ : ٢٧٠ « رين » وفيه : « ... ران بك وران عليك ». وحكاه عنه ـ كما في المتن ـ الرافعي في العزيز شرح الوجيز ٥ : ١٨.
(٤) الكافي ٥ : ١٠٢ ( باب إذا التوى الذي عليه الدَّيْن على الغرماء ) ح ١ ، التهذيب ٦ : ١٩١ / ٤١٢ ، الاستبصار ٣ : ٧ / ١٥.
(٥) الهداية ـ للمرغيناني ـ ٣ : ٢٨٥ ، المبسوط ـ للسرخسي ـ ٢٤ : ١٦٤ و ١٦٥ ،