* الأصمعى* وَرُد وُرُودةً* قال الفارسى* قال أبو عبيدة أما قوله تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) فقيل انه أراد والله أعلم فرَسا وَرْدةً وتكونُ فى الرَّبِيع وَرْدة الى الصُّفْرة فاذا اشتد البَرْد كانت وَرْدة حمراءَ فاذا كان بعد ذلك كانت وَرْدَةً الى الغُبْرة فشُبِّه تلَوُّن السماء بتلَوُّن الوَرْدة من الخيل وشُبّه الوَرْدة فى اختلاف ألوانها بالدُّهْن واختلافِ ألوانِه قال المَرَّار العدوى
فهْو وَرْد اللَّونِ فى ازبِئْرارِه |
|
وكُمَيْتُ اللَّونِ ما لم يَزْبَئِرّ |
الازبِئْرار ـ الانْتِفاش ومنه قول امرئ القيس
* سُودٌ يَفِينَ اذا تَزْبَئِرَّ* (١)
يقول اذا سَكنتْ شعرتُه استبانَتْ كُمْتته واذا ازْبَأرَّ استبان أُصُول الشعر وهى أقل حُمْرة من أطرافه ومنه قول ساعدةَ بنِ جُؤَية وذكر وَعْلا
تَحَوَّل لَوْنا بعد لَوْنٍ كأنَّه |
|
بشَفَّانِ يومٍ مُقْلِع الوَبْل يَصْرَدُ |
أراد يَقْشَعِرُّ فيخرُج باطنُ شعَرته فيَبْدولَونٌ غيْرُ لونه ثم يَسْكن فيعُود لونُه الأَوَّل والشَّفَّان ـ الرِّيح البارِدة ومثله
تحَوُل قُشَعْرِ يراتُه دُونَ لونِه |
|
فَرائِصُه من خِيفَة الموْتِ تُرْعَد |
وقيل فى قوله تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) ـ أى صارتْ كلون الوَرْد وذلك يومَ القيامة تَتلَوَّن من الفَزَع الأكْبَرِ تَلَوُّن الدِّهان المختَلِفة يدلُّ عليه قوله تعالى (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) ـ أى الزيْت الذى أُغْلِى وقيل الدّهان الأَدِيم الأحمَرُ قال كثير
اذا ما لَوَى صِنْعٌ به عَدَنِيَّةً |
|
كلَوْن الدِّهانِ وَرْدةً لم تُكَمِّت |
الصِّنْع ـ الخَيَّاط تُكمِّت ـ تَضْرِب الى الكُمْتة ويقال للسَّنَة الجَدْبة وَرْدة أى حمراءُ قال الطرماح
وَرْدة أَدْلَجَ صِنَّبْرها |
|
تحْتَ شَفَّانِ شبَاذِى سِجَام |
وقال آخر يذكر سنة جَدْبة احمرَّت فيها الآفاقُ من المَحْل
كأنَّ الثُّرَيَّا أُطْلِعت فى عِشائِها |
|
بوجْه فَتاةِ الحَىِّ ذاتِ المَجَاسِد |
شبَّه الثُّرَيَّا فى حُمْرة الجوّ من الأَزْل بجاريَة عليها مَجاسِدُ ـ وهى الثِّياب المَصْبوغة
__________________
(١) صدره كما فى اللسان لها نن كنموا في العقاب ب سود الخ اه مصححه