وأكثر أخبار الباب ، وهو أن يخرج ( عن بلده ) إلى غيره ( ويكتب ) إلى كلّ بلدٍ يأوي إليه ( بالمنع عن مؤاكلته ) ومشاربته ( ومجالسته ، ومعاملته حتى يتوب ) فإن لم يتب استمرّ النفي إلى أن يموت ، ونفيه عن الأرض كناية عن ذلك.
وفي رواية أنّ معناه إيداعه الحبس (١) ، كما عليه بعض العامّة (٢) ، وادّعى عليه الإجماع في الغنية (٣) ، لكن على التخيير بينه وبين المعنى المتقدّم.
وفي اخرى أنّ معناه رميه في البحر ليكون عدلاً للقتل والصلب والقطع (٤).
قيل : وينبغي حملها على ما إذا كان المحارب كافراً أو مرتدّاً عن الدين فيكون الإمام مخيّراً بين قتله بأيّ نحوٍ من الأنحاء الأربعة شاء ، وأمّا إذا كان جانياً (٥) مسلماً غير مرتدّ عن الدين فإنّما يعاقبه الإمام على نحو جنايته ، ويكون معنى النفي ما سبق (٦). وفيه نظر.
( واللصّ ) بالكسر واحد اللصوص ، وهو السارق ، وبالضم لغة ( محارب ) كما في الخبرين : « اللصّ محارب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاقتله ، فما دخل عليك فعليّ » (٧).
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ٣١٤ / ٩١ ، الوسائل ٢٨ : ٣١١ أبواب حدّ المحارب ب ١ ح ٨.
(٢) وهو أبو حنيفة. أحكام القرآن لابن العربي ٢ : ٦٠٠ ، المغني لابن قدامة ١٠ : ٣٠٧ ، والشرح الكبير ١٠ : ٣٠٩.
(٣) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٨٤.
(٤) الكافي ٧ : ٢٤٧ / ١٠ ، الوسائل ٢٨ : ٣١٧ أبواب حدّ المحارب ب ٤ ح ٥.
(٥) في « س » : خائناً.
(٦) مفاتيح الشرائع ٢ : ١٠٠.
(٧) التهذيب ١٠ : ١٣٥ ، ١٣٦ / ٥٣٦ ، ٥٣٨ ، الوسائل ٢٨ : ٣٢٠ أبواب حدّ المحارب ب ٧ ح ١ ، ٢.