( المقصد الثالث )
( في ) بيان ديات ( الشجاج والجراح ).
( فالشجاج ) بكسر الشين جمع شجّة بفتحها ، وهي الجرح المختصّ بالرأس كما في مجمع البحرين (١) ، أو الوجه أيضاً كما في كلام جماعة (٢) وعزي إلى نص اللغة ، ويسمّى في غيرهما جرحاً بقول مطلق ( ثمان ) على المشهور ( الحارصة ، والدامية ، والمتلاحمة ، والسمحاق ، والموضحة ، والهاشمة ، والمنقّلة ، والمأمومة ، والجائفة ) فهذه تسعة ، ولكن الأخيرة من الجراح لا الشجاج ؛ إذ لا اختصاص لها بالرأس والوجه ، وعليه فيكون عدد الشجاج المختصّ بهما كما هو معناها لغةً بل وعرفاً ثمانية كما في العبارة وغيرها.
( فالحارصة ) بإهمال الحروف جملة ( هي التي تقشر الجلد ) وتخدشه ( وفيها بعير ) على الأشهر الأظهر ، بل عليه عامّة من تأخّر ؛ للخبر المعتبر ، بل الصحيح أو القريب منه : « في الحرصة شبه الخدش بعير » (٣).
خلافاً للإسكافي ، فنصف بعير (٤). وهو شاذّ ، ومستنده غير واضح.
وإطلاق النص وأكثر الفتاوي يقتضي عدم الفرق بين كون المشجوج
__________________
(١) مجمع البحرين ٢ : ٣١٢.
(٢) منهم الشهيد الثاني في الروضة ١٠ : ٢٦٧ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ٢ : ٥١٣ ، والفيض الكاشاني في المفاتيح ٢ : ١٥٣.
(٣) التهذيب ١٠ : ٢٩٣ / ١١٣٨ ، الوسائل ٢٩ : ٣٨٢ أبواب ديات الشجاج والجراح ب ٢ ح ١٤.
(٤) حكاه عنه في المختلف : ٨١١.