وأما نقصان مصحف عبد الله بحذفه أُمّ الكتاب والمعوذتين ، وزيادة أُبي سورتي القنوت فإنا لا نقول : إن عبد الله وأُبيّاً أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار ! (١) .
وقال : وإلى نحو هذا ذهب أُبي في دعاء القنوت ؛ لأنه رأى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يدعو به في الصلاة دعاءً دائماً ، فظن أنه من القرآن ، وأقام على ظنّه ، ومخالفة الصحابة (٢) ، وستأتي بقية أقوال علماء أهل السنة بإذنه تعالى .
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه أنه ـ أبي بن كعب ـ كان يقرأ (أنا آتيكم بتأويله) فقيل له ( أَنَا أُنَبِّئُكُم ) (٣) . قال : أهو كان ينبئهم ؟! (٤) .
وهذا إنكار صريح منه لقوله تعالى ( أَنَا أُنَبِّئُكُم ) .
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : قلت : يا أمير المؤمنين إن أبياً
___________
(١) تأويل مشكل القرآن : ٣٣ . لابن قتيبة تحقيق سيد أحمد صقر ط . الحلبي .
(٢) نفس المصدر : ٣٤ .
(٣) يوسف : ٤٥ .
(٤) الدر المنثور ٤ : ٢٢ .