أخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ (كأنك حفي بها) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ) (٢)
أخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود (يسألونك الأنفال) .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرأونها (يسألونك الأنفال) ، وهي في القرآن هكذا ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ) (٣) ولا مانع أن يقرأ بلفظ القراءة الشاذة بقراءة الجمهور ، كما جاء في الأثر أن ابن مسعود قرأ بلفظ الآية الصحيح ، وهو ما أخرجه ابن مردويه من طريق شقيق : عن ابن مسعود أنه قرأ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ) (٤) .
وبهذا يتضح ما قررنا سابقا من أن لفظة (قرأ) لا تدل على أن المقروء كان قراءة خاصة بالقارئ ، ولكن لفظ (كانت قراءته) أو (كان يقرأ بكذا) يدل على أن القارئ يعتبر هذا المقروء قرآنا كغيره .
أخرج عبد الرزاق في المصنف ، وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر ... إلی أن قال : فنزل القرآن ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ
___________
(١) الدر المنثور ٢ : ١٥١ .
(٢) الأعراف : ١٨٧ .
(٣) الأنفال : ١ .
(٤) الدر المنثور ٢ : ١٦١ ، وكذا روايتا الضحاك والأعمش .