قال القرطبي : وفي مصحف ابن مسعود (ووصى) وهي قراءة أصحابه وقراءة ابن عباس أيضا وعلي عليه السلام وغيرهما ، وكذلك عند أبي بن كعب . قال ابن عباس : إنما هو (ووصى ربك) فالتصقت إحدى الواوين فقرئت وقضى ربك ، إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد .
وقال الضحاك : تصحفت على قوم (وصى) بـ (قضى) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف .
وذكر أبو حاتم عن ابن عباس مثل قول الضحاك . وقال عن ميمون بن مهران : إنه قال : إن على قول ابن عباس لنورا ، قال الله تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) (٢) . (٣)
يقصد أبو حاتم أن ميمون بن مهران استدل من القرآن لإثبات ما ذهب
___________
=
في صلاة وزكاة وحياة ، ويرد على هذا أنه إنما يحسن لو كانت القراءة بالياء في ذلك) .
وهنا يلزم التنبيه على أمر طالما نبهنا عليه بين الردود ، وهو أن ظاهر الكلام حجة إلا أن يثبت خلافه بدليل يصرف الكلام عن ظاهره ، وإلا لو فتح باب التأويل بلا ضابطة لما ثبت حجر على حجر في بناء العلوم والمعارف ، فيكفي لرد تأويلات فرق التأويل والتلميع أن يعترض عليهم بـ (أين الدليل على خلاف الظاهر ؟) .
(١) انظر ملحق رقم (١٢) .
(٢) الشورى : ١٣ .
(٣) تفسير القرطبي ١٠ : ٢٣٧ .