قراءة أُبي بن كعب (١) .
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ( مَثَلُ نُورِهِ ) (٢) . قال : هي خطأ من الكاتب ! هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال : (مثل نور المؤمن كمشكاة) (٣) .
___________
(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١١ : ٧ .
(٢) النور : ٣٥ .
(٣) الدر المنثور ٥ : ٤٨ ، قال السيوطي في الإتقان ١ : ٥٤٣ ـ ٥٤٤ : (أخرجه ابن أشته وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس) ، ثم قال : (وقد أجاب ابن أشته عن هذه الآثار كلها بأن المراد أخطأوا في الاختيار وما هو الأولى لجمع الناس عليه من الأحرف السبعة ، لا أن الذي كتب خطأ خارج عن القرآن) .
أقول : هذا الكلام فيه من الخطأ والتكلف الشيء الكثير ، ومنه :
١ ـ معنى الأحرف السبعة غير متفق عليه عند علمائهم ، بل هي من مشكل الأحاديث كما مرت كلماتهم ، فالجزم بكون خصوص هذه الأخطاء نتجت من اختيار الأولى من الأحرف السبعة رميٌ للكلام على عواهنه ، فعلى أي معنى منها حكّم هذه الموارد ؟!
٢ ـ سلمنا بالمعنى
المشهور ، ولكن أغلب الموارد لا يتحمل تأويلها باختلاف الأحرف السبعة ، لأن أغلب تلك التحريفات حرفها الصحابة والتابعون لأجل عدم انسجام المعنى
مع سياق الآية ، فمثلا ما نحن فيه وهو (نور المؤمن) وإبداله بـ ( مَثَلُ نُورِهِ )
فإن هذا يغيّر المعنى تماما ؛ لأن الضمير يرجع تارة إلى الله عزّ وجلّ ، وتارة للمؤمن ، وهذا لا ينسجم
مع الأحرف
=