ملحق رقم (٢٩)
سير أعلام النبلاء ١٠ : ١١٨ ت ١٢ : الفرّاء ، العلامة ، صاحب التصانيف ، أبو زكريا ، يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي مولاهم الكوفي النحوي ، صاحب الكسائي . وكان ثقة .
ورد عن ثعلب أنه قال : لولا الفرّاء ، لما كانت عربية ، ولسقطت ؛ لأنه خلصها ، ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد .
ونقل أبو بديل الوضاحي أن المأمون أمر الفرّاء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو ، وأفرد في حجرة ، وقرر له خدما وجواري ، ووراقين ، فكان يملي في ذلك سنين . قال : ولما أملى كتاب : معاني القرآن اجتمع له الخلق ، فكان من جملتهم ثمانون قاضيا ، وأمل الحمد في مئة ورقة . وكان المأمون قد وكل بالفرّاء ولديه يلقنهما النحو ، فأراد القيام ، فابتدرا إلى نعله ، فقدم كل واحد فردة فبلغ ذلك المأمون ، فقال : لن يكبر الرجل عن تواضعه لسلطانه وأبيه ومعلمه .
ولم يذكره المزي في (التهذيب) مع أنه قد علق له البخاري في موضعين من صحيحه في تفسير الحديد والعصر .
قال ابن الانباري : لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من النحاة إلا الكسائي والفرّاء لكفى .
وقال بعضهم : الفرّاء أمير المؤمنين في النحو .
وعن هناد قال : كان الفرّاء يطوف معنا على الشيوخ ولا يكتب ، فظننا أنه كان يحفظ .