فإذن لم تثبت قرآنا ! لكن عمر أثبتها ونسبها على نحو الجزم ، فمن المحرف إذن ؟ ، فإما عمر الذي أثبت ما ليس من القرآن فيه ، وإما (عثمان . خ) الذي نفى قرآنية ما هو منه .
كل من قال : إن كتاب البخاري لا توجد فيه رواية مخرجة إلا وهي صحيحة يلزمه الاعتراف بإنكار ابن مسعود للمعوذتين ؛ لأن البخاري أخرج ذلك في صحيحه في موضعين ، كما بينا .
والحمد لله أن علماء أهل السنة لم يغفلوا عما هرج به سلفهم الصالح من اعتقاد تحريف القرآن وجهرهم بتخطئته وجعله غرضا لسهامهم حتى مزقوه كل ممزق ، وكيف يُغفل عن أقوالهم ؟! وهؤلاء المحرفون هم أساطين المذهب وعلى عواتقهم قامت أركانه وشيد بناؤه .
ولكن أهل السنة لم ولن يجروا عليهم ما أملاه القرآن ـ بزعمهم ـ من تكفير من أنكر حرفا واحدا من القرآن أو زاده ؛ لأن تكفير هؤلاء المتلاعبين المحرفين سينحدر وينجر على الجميع في نهاية المطاف ، الرؤوس والأذناب ، فيكفر المكفِّر نفسه ، وما أعظمها من مصيبة ! ومخالفة القرآن في هذا الحكم خير لهم من موافقته .
___________
=
مقام التمثيل لمنسوخ تلاوة !! وهذا من أعجب الجهل ! لأن منسوخ التلاوة مفروغ من قرآنيته وإلا كيف يكون تلاوة ؟! ، ومع ذلك يقول (لم تثبت قرآنا) ، فأي ضلال بعد هذا ؟!