رونق كالحباب يعلو على الما |
|
ء ولكن تحت الحباب الحباب (١) |
عظمت في النّفاق ألسنة القو |
|
م وفي الألسن العذاب العذاب |
والصديق الصدوق في هذا الزمن قليل ، وقد ألّف بعض العلماء «شفاء الغليل ، في ذمّ الصاحب والخليل» (٢). وهو غير محمول على الإطلاق ، وإن قال به بعض من رهنه من أبناء عصره ذو إغلاق : [مجزوء الكامل]
أبناء دهرك فالقهم |
|
مثل العدا بسلاحكا |
لا تغترر بتبسّم |
|
فالسّيف يقتل ضاحكا |
وداء الحسد أعيا الأوّل والآخر ، وقد عظم الأمر في هذا الأوان وكثر المزدري (٣) والساخر ، مع أن أسواق الدفاتر كاسدة ، وأمزجة المحابر فاسدة : [مجزوء الكامل]
والدّهر دهر الجاهلي |
|
ن وأمر أهل العلم فاتر |
لا سوق أكسد فيه من |
|
سوق المحابر والدفاتر |
فالمنسوب للعلم في هذا الزمن زمن ، وهو بأن ينشد قول الأول قمن : [الوافر]
لأيّ وميض بارقة أشيم |
|
ورعي (٤) الفضل عندهم هشيم |
وليت شعري علام يحسد من أبدل الاغتراب شارته ، وأضعف الاضطراب إشارته ، وأنهل (٥) بالدموع أنواءه ، وقلّل أضواءه ، وكثّر علله وأدواءه ، وغيّر عند التأمّل رواءه ، وثنى عن المأمول عنانه ، وأرهف بالخمول سنانه ، حتى قدح الذكر حنانه ، وملأ الفكر جأشه وجنانه ، فهو في ميدان النزوح مستبق ، ومن راحة التعب مصطبح ومغتبق (٦) : [الطويل]
له أتّه المشتاق في كلّ ساعة |
|
تمرّ وما للثاكلات من الحزن |
ومن مرسلات الدمع واقعة الأسى |
|
ومن عاديات البين قارعة السّنّ |
تثير الذكرى منه كوامن الشجون ، وتدير عليه جام الهيام ولو كان بين الصّفا والحجون : [الطويل]
__________________
(١) الحباب ـ بفتح الحاء : الفقاقيع التي تظهر على سطح الماء ، والحباب : بضم الحاء ، الحية.
(٢) هذا الكتاب تأليف علي بن ظافر الأزدي (انظر كشف الظنون).
(٣) في ب : المزري.
(٤) في ب : ومرعى الفضل.
(٥) في ب : وأهلّ.
(٦) اصطبح : شرب في الصباح ، واغتبق : شرب عند المساء.