الباب الرابع : في
مخاطبات الملوك والأكابر الموجّهة إلى حضرته العليّة ، وثناء غير واحد من أهل عصره
عليه ، وصرف القاصدين وجوه التأميل إليه ، واجتلائهم أنوار رياسته الجليّة.
الباب الخامس : في
إيراد جملة من نثره الذي عبق أريج البلاغة من نفحاته ، ونظمه الذي تألّق نور
البراعة من لمحاته وصفحاته ، وما يتّصل بذلك من بعض أزجاله وموشّحاته ، ومناسبات رائقة من فنون الأدب
ومصطلحاته.
الباب السادس : في
مصنّفاته في الفنون ، ومؤلّفاته المحقّقة للواقف عليها الآمال والظنون ، وما كمل
منها أو اخترمته دون إتمامه المنون .
الباب السابع : في
ذكر بعض تلامذته الآخذين عنه ، المستدلّين به على المنهاج ، المتلقّين أنواع
العلوم منه ، والمقتبسين أنوار الفهوم من سراجه الوهّاج.
الباب الثامن : في
ذكر أولاده الرافلين في حلل الجلالة ، المقتفين أوصافه الحميدة وخلاله ، الوارثين
العلم والحلم والرياسة والمجد عن غير كلالة ، ووصيّته لهم الجامعة لآداب الدين والدنيا ، المشتملة على
النصائح الكافية ، والحكم الشافية ، من كل مرض بلا ثنيا ، المنقذة من أنواع
الضلالة ، وما يتبع ذلك من المناسبات القوية ، والأمداح النبويّة ، التي لها على
حسن الختام أظهر دلالة.
وقد كنت أولا
سمّيته ب «عرف الطّيب ، في التعريف بالوزير ابن الخطيب» ثم وسمته حين ألحقت أخبار
الأندلس به ب «نفح الطّيب ، من غصن الأندلس الرطيب ، وذكر وزيرها لسان الدين بن
الخطيب».
وله بالشام تعلّق
من وجوه عديدة ، هادية لمتأمّله إلى الطرق السديدة :
أوّلها : أنّ
الداعي لتأليفه أهل الشام. أبقى الله مآثرهم وجعلها على مرّ الزمان مديدة.
ثانيها : أنّ
الفاتحين للأندلس هم أهل الشام ذوو النّجدة والشّوكة الحديدة.
ثالثها : أن غالب
أهل الأندلس من عرب الشام الذين اتّخذوا بالأندلس وطنا مستأنفا وحضرة جديدة.
__________________