مهجورا مضيّعا ، وإنما بدئ بالحمد دون سائر السور لأنه ليس شيء من القرآن » الخبر.
وهو ظاهر في أنه لا قراءة ولا صلاة حتى يبدأ بالحمد ، ولو لا وجوب السورة وتعيّنها بعده في الشريعة لما صحّ إطلاق لفظ البدأة.
ونحوه ـ في الدلالة عليه من هذا الوجه ـ الموثق : « لا صلاة له حتى يبدأ بها في جهر أو إخفات » (١).
وفي بعض المعتبرة ولو بالشهرة ، بل الصحيح كما قيل (٢) ـ ولا يبعد ـ : « لا تقرأ في المكتوبة بأقلّ من سورة ولا بأكثر » (٣).
وفي آخر : عمّن ترك البسملة في السورة ، قال : يعيد (٤) ..
إلى غير ذلك من النصوص الظاهرة الدلالة أو المعاضدة المنجبر ضعفها سندا في بعض ودلالة في آخر بالشهرة العظيمة القريبة من الإجماع ، بل لعلّها من القدماء إجماع في الحقيقة ، إذا لا مخالف منهم إلاّ الشيخ في النهاية والإسكافي والديلمي (٥).
والأوّل غير ظاهر عبارته في المخالفة ، بل هي مشوّشة ، فبعضها وإن أوهمها إلاّ أن بعضها الآخر ظاهر في الوجوب ، كما لا يخفى على من راجعها ، ولو سلّم المخالفة فقد رجع عنها في جملة من كتبه المتأخرة ومنها الخلاف
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٤٧ / ٥٧٤ ، الاستبصار ١ : ٣٥٤ / ١٣٤٠ ، الوسائل ٦ : ٨٩ أبواب القراءة في الصلاة بـ ٢٨ ح ٢.
(٢) قال به في الحدائق ٨ : ١١٨.
(٣) الكافي ٣ : ٣١٤ / ١٢ ، التهذيب ٢ : ٦٩ / ٢٥٣ ، الوسائل ٦ : ٤٣ أبواب القراءة في الصلاة بـ ٤ ح ٢.
(٤) الكافي ٣ : ٣١٣ / ٢ ، التهذيب ٢ : ٦٩ / ٢٥٢ ، الاستبصار ١ : ٣١١ / ١١٥٦ ، الوسائل ٦ : ٥٨ أبواب القراءة في الصلاة بـ ١١ ح ٦.
(٥) النهاية : ٧٥ ، وحكاه عن الإسكافي في المختلف : ٩١ ، الديلمي في المراسم : ٦٩.