والظاهر أن مراده المساواة في الإجزاء أو الاستحباب ، وإلاّ فإنه قال : ويستحب أن يكون المؤذّن على موضع مرتفع (١). وكيف كان فهو على تقدير المخالفة شاذ بل على خلافه في التذكرة ونهاية الإحكام الإجماع (٢).
وهو الحجة ، مضافا إلى الخبر ـ بل هو في المحاسن صحيح ، كما قيل (٣) ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنه كان يقول إذا دخل الوقت : يا بلال ، اعل فوق الجدار وارفع صوتك بالأذان » (٤).
مع أنه أبلغ في الإبلاغ المقصود من شرعيته.
( مستقبل القبلة ) إجماعا ، محققا ومحكيا (٥). والكلام في وجوبه في الإقامة وعدمه كما تقدم في سابقة فتوى ودليلا.
ويتأكّد في الشهادتين ، للصحيح : عن الرجل يؤذّن وهو يمشي ، قال : « نعم ، إذا كان في التشهّد مستقبل القبلة فلا بأس » (٦).
( رافعا ) به ( صوته ) للصحاح المستفيضة ، منها ـ زيادة على ما مر ـ : عن الأذان ، فقال : « اجهر بصوتك ، وإذا أقمت فدون ذلك » (٧).
ومنها : « كلّما اشتدّ صوتك من غير أن تجهد نفسك كان من يسمع أكثر ، وكان أجرك في ذلك أعظم » (٨).
__________________
(١) المبسوط ١ : ٩٨.
(٢) التذكرة ١ : ١٠٧ ، نهاية الإحكام ١ : ٤٢٤.
(٣) قال به الفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٢٠٦.
(٤) المحاسن : ٤٨ / ٦٧ ، ورواه في الكافي ٣ : ٣٠٧ / ٣١ ، والتهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٦ ، والوسائل ٥ : ٤١١ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٦ ح ٧.
(٥) كما في نهاية الإحكام ١ : ٤٢٣ ، والحدائق ٧ : ٣٤٤.
(٦) الفقيه ١ : ١٨٥ / ٨٧٨ ، التهذيب ٢ : ٥٦ / ١٩٦ ، الوسائل ٥ : ٤٠٣ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٣ ح ٧.
(٧) الفقيه ١ : ١٨٥ / ٨٧٦ ، الوسائل ٥ : ٤٠٩ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٦ ح ١.
(٨) الفقيه ١ : ١٨٤ / ٨٧٥ ، الوسائل ٥ : ٤١٠ أبواب الأذان والإقامة بـ ١٦ ح ٢.